المعلمون انقسموا حول إلغاء المدّ بعد الستين المؤيدون: وسيلة لتوفير الملايين لتحسين الكادر المعارضون : تطبيقه متسرع.. ونحتاج إلي بعض الوقت

دعاء عمرو






أثار قرار وزير التربية والتعليم بشأن إيقاف المدّ بعد الوصول لسن المعاش
للعاملين والمدرسين والإداريين التابعين للمديريات والإدارات التعليمية
القلق في الأوساط التعليمية حيث يراه البعض مربكاً ويحتاج لفترة أطول قبل
البدء في تطبيقه.


أكد المتفقون مع القرار علي أهميته بصفته وسيلة لإتاحة الفرصة أمام
القيادات الشابة وإبراز الدور التنموي لقيادات الصف الثاني التي نفتقدها
وتتحكم فيه الواسطة والمحسوبية وكذلك توفير ملايين الجنيهات لتطوير التعليم
وتطبيق الكادر الخاص بالمعلمين.


رفض مصطفي حسن مدير عام إدارة مصر الجديدة التعليمية تسمية إتاحة
الفرصة أمام أي مسئول في موقع ما "بالمد" وإنما هو استمرارية للعمل فقط من
أجل المصلحة العامة ليس إلا فمثلاً إذا كان مدير مدرسة قام بالتنظيم لأعمال
الامتحانات وأدركه سن المعاش كيف يتم احالته للمعاش فجأة خاصة في حالة عدم
وجود بدائل علماً بأنه من الأفضل أن يسير العمل في الامتحانات وفق نفس
الرؤية الأولي التي بدأت في الإعداد لها.


أوضح أن القرار يحتوي علي أكثر من جانب الأول هو وجوب مراعاة الظروف
العامة التي تقتضيها طبيعة العمل داخل المدارس والإدارات التعليمية والثاني
هو توفير الملايين لوزارة التربية والتعليم يمكن استخدامها لتوفير
احتياجات أكثر أهمية منها تطبيق الكادر.


اقترح أن تتم المواءمة بين الجانبين من خلال تقليص المصروفات التي يتم
اتفاقها علي المسئولين الذين يبلغون سن المعاش وإعطائهم ما يسمي بالمكافأة
الشاملة بدلاً من المرتبات الشهرية للحفاظ علي سير العمل خلال العام
الدراسي الواحد.


انتقد ثروت رشاد وكيل إدارة حدائق القبة التعليمية سرعة تطبيق القرار
موضحاً أنه جاء بشكل مفاجئ ولم تستطع الإدارات توفيق أوضاعها يعد مؤكداً أن
القرار فيه شق ايجابي وهو منع المد بعد سن المعاش لأن أي مسئول يحال
للمعاش وهذا القرار سيوفر الملايين لوزارة التربية والتعليم ويمكن
الاستفادة بها في أوجه انفاق متعددة من أجل الارتقاء بمستوي المعلمين أو
المدارس بشكل عام.


صلاحيات


في حين يري مدحت مصطفي مدير عام إدارة النزهة التعليمية أن القرار لم
يتم تطبيقه بشكل مفاجئ كما يعتقد البعض ولكن لم يكن من المعروف أنه سيتم
بهذه السرعة أو بأثر رجعي ما أدي لإرباك العمل داخل المدارس علي وجه
التحديد لأن المدرس يكون قد بدأ في التدريس من بداية العام الدراسي وفجأة
يتم استبداله مما يؤدي لتذبذب مستوي الطلاب في مختلف المراحل الدراسية لذا
يجب مراعاة هذه الجزئية فقط خاصة في مواد الأنشطة التي يوجد بها نسبة عجز
كبير ويمكن حل هذه المشكلة من خلال إعطاء الصلاحية للإدارات التعليمية لعمل
تعاقدات لسد العجز المطلوب داخل المدارس أما مشكلة العجز في الموجهين فإنه
يتم حله من خلال تصعيد المدرسين إلي وظيفة موجهين.


أضاف سعيد دحروج مدير عام إدارة المستقبل التعليمية أن قرار إلغاء المد
له سلبيات وايجابيات متعددة فمن ناحية الايجابيات أنه يوفر مبالغ طائلة
يمكن انفاقها علي تطبيق قانون الكادر الجديد للمعلمين وأنه ينتج نوعاً من
الحراك في السلم الوظيفي وإتاحة الفرصة للقيادات الشابة في التصعيد وأداء
دورها في التطوير والبناء.


في حين تتمثل السلبيات في عدم التمهيد لتطبيق القرار الذي تسبب في عمل
بلبلة داخل الأوساط التعليمية حيث إن المدارس والإدارات لم تكن مستعدة في
الوقت الحالي لتطبيق هذا القرار لأن مسألة إعداد القيادات تتطلب وقتاً
كافياً لبلورتها علي الشكل المطلوب.


واتفقت سيدة عبدالرءوف مديرة مدرسة مع تطبيق القرار بصفته يعطي الفرصة
الكاملة لإجراء دعم فعلي للعملية التعليمية والمعلمين موضحة أن من يبلغون
سن المعاش غالباً ما يرفضون العمل تحت مسمي الخروج علي المعاش حتي لا يعاني
العمل من سوء الإدارة بأي شكل من الأشكال موضحة أن هذا القرار يعطي فرصة
لتبادل الخبرات وضخ دماء جديدة في العمل التعليمي بما يعود بالفائدة علي
التلاميذ في النهاية.


اتفاق


وافقتها الرأي سحر إمام مسئول وحدة التدريب بإدارة حدائق القبة
التعليمية قائلة إن مصلحة العمل في حاجة لقيادات شابه تقوم بالإنجاز الفعلي
والعطاء في العمل مع الأخذ في الاعتبار جعل دور استشاري لمن يخرجون علي
المعاش في شكل استشاري في حالة موافقتهم للاستفادة من خبرتهم العملية
لمواكبة تطلبات طبيعة العمل.


قالت نجوي يونس مدير التعليم الابتدائي بإدارة حدائق القبة إنها ستخرج
علي المعاش بداية العام القادم وتري أن القرار جيد ويخدم مصلحة العاملين
الذين أفنوا عمرهم في خدمة العملية التعليمية والمعاش يعطيهم فرصة بدء حياة
جديدة يمكنهم من خلال القيام بالأنشطة الاجتماعية التي افتقدوها بسبب
سنوات العمل الطويلة وكذلك أكدت صباح طاهر مدير المتابعة بإدارة غرب مدينة
نصر أنها ستحال للمعاش الشهر القادم وهي غير غاضبة من هذا القرار لأنه يعطي
فرصة فعلية للراحة وابتكار أسلوب جديد للمعيشة ولا يعد نفياً كما يعده
المعارضون للقرار وهو يصب في المصلحة العامة ولا يجب أن تأتي المصلحة
الشخصية في المقام الأول.


أوضح نبيل محروس عضو بنقابة المعلمين أن القرار صائب ويعمل لصالح
العملية التعليمية ويعطي فرصة للشباب للوقوف في الصفوف الأمامية والقيادة
ومنع الواسطة والمحسوبية التي سار عليها الأمر من قبل.