أخطر 18 ساعة مرت بها مصر.. "السيسى" يدعو للحوار مساء ويلغيه ظهر اليوم التالى.. ومصادر: قصر الاتحادية ضغط لتأجيله بعد موافقة جبهة الإنقاذ.. والقوات المسلحة تصدر بيانا غامضا يزيد المشهد ارتباكا
صفحة 1 من اصل 1
أخطر 18 ساعة مرت بها مصر.. "السيسى" يدعو للحوار مساء ويلغيه ظهر اليوم التالى.. ومصادر: قصر الاتحادية ضغط لتأجيله بعد موافقة جبهة الإنقاذ.. والقوات المسلحة تصدر بيانا غامضا يزيد المشهد ارتباكا
الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى
كتب محمد أحمد طنطاوى
لم تستغرق الدعوة للحوار المجتمعى الذى دعا إليه الفريق أول عبد
الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى أكثر من 18 ساعة،
وأثارت ردود فعل صاخبة، على كافة المستويات، بداية بمؤسسة الرئاسة التى
اعترضت على الأسلوب الذى تمت به الدعوة إلى الحوار، خاصة بعدما تم توجيه
الدعوة إلى شخصيات سياسية بعينها، على خلاف وشقاق مع الدكتور محمد مرسى
رئيس الجمهورية خلال الفترة الأخيرة.
وأكدت المصادر أن هناك خلافا حقيقيا الآن بين مؤسسة الرئاسة والقوات
المسلحة، بعدما تسببت ضغوط "قصر الاتحادية" فى تأجيل الحوار المجتمعى،
وإحراج الجيش وإضعاف صورته بشكل واضح أمام المجتمع ومختلف مؤسسات الرأى
العام، وكذلك القوى الوطنية التى تمت دعوتها إلى الحوار والنقاش.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"اليوم السابع" أن ضغوط الرئاسة على المؤسسة العسكرية
بدأت مساء أمس، الأمر الذى دفع اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع إلى
الخروج فى كافة برامج "التوك شو " ليوضح أن الحوار لا يحمل أى صبغة سياسية،
وأنه مجر حوار للعائلة المصرية، خاصة بعدما ترك الجيش المصرى السياسة قبل
خمسة أشهر، هى تاريخ تسليم السلطة للرئيس المنتخب.
وأكدت المصادر أن خروج العصار على القنوات الفضائية كان بتوجيهات مباشرة من
رئيس الجمهورية والفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، على أثر غضب
رئيس الجمهورية من الزخم الشديد الذى لاقته الدعوة وردود فعل القوى
السياسية التى تجاوبت معها فور الإعلان عنها، موضحين أن مرسى تخوف من نجاح
الجيش فى إدارة الحوار اليوم، فى تلك المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد،
بما يعطى انطباعا للرأى العام والمجتمع الدولى أن مرسى يملك ولا يحكم،
والمؤسسة العسكرية ما زالت لها اليد الطولى فى البلاد.
وكشفت المصادر أن تأجيل لقاء القوى الوطنية مع القوات المسلحة جاء بعد
مكالمات هاتفية عديدة بين الفريق أول السيسى ومؤسسة الرئاسة، التى مارست
العديد من الضغوط، حتى لا تظهر القوات المسلحة وكأنها راعية الحوار الذى
فشلت فيه مؤسسة الرئاسة، بعدما أعلنت جبهة الإنقاذ الوطنى وعدد من القوى
السياسية رفض الحوار مع الرئيس مرسى، وموافقتها على حضور الحوار الذى ترعاه
القوات المسلحة.
وأوضحت المصادر أن دعوة القوات المسلحة لاقت ردود فعل واسعة من جانب مختلف
القوى السياسية فى المجتمع، على الرغم من أن الحوار كان مجتمعيا، ولن يكون
مدرجا على أجندته أن يتطرق للقضايا والصراعات السياسية المطروحة.
وأوضحت المصادر أن "قصر الاتحادية " يمارس ضغوطا مباشرة على المؤسسة
العسكرية منذ إعلان دعوة الفريق أول السيسى إلى الحوار المجتمعى، مما أثار
الكثير من اللغط والتخبط بشأن المشاركة فى الحوار، حيث نفت رئاسة الجمهورية
بالأمس أن يكون هناك حوارا تجريه المؤسسة العسكرية تحت رعايتها.
وأشارت المصادر إلى أن ضغوط مؤسسة الرئاسة دفعت الجيش إلى وصف الحوار
بالمجتمعى الإنسانى، تحت رعاية الرئيس مرسى، حتى لا يظهر وكأن المؤسسة
العسكرية هى التى تدير الأمور بعد فشل الرئيس فى الحوار مع القوى السياسية.
من جانبه، أكد المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة العقيد أركان حرب
أحمد محمد على أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات
المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى يشكر كل من تجاوب مع دعوة الحوار
المجتمعى، ويعلن إرجاء التنفيذ إلى موعد لاحق، نظراً لردود الأفعال التى لم
تأت على المستوى المتوقع منها بشأن الدعوة الموجهة إلى القوى الوطنية
والسياسية للقاء لم شمل الأسرة المصرية، والتى كان مخططاً لها اليوم
الأربعاء.
وأضاف: ينتهز القائد العام هذه الفرصة لدعوة كل القوى الوطنية والسياسية
وكافة أطياف الشعب المصرى العظيم لتحمل مسئولياتهم تجاه مصالح الوطن
والمواطنين فى هذه المرحلة بالغة الدقة والحساسية التى يمر بها بلدنا
العظيم.
ولم يوضح المتحدث العسكرى أى تفاصيل إضافية حول المشهد الخاص بتأجيل الحوار
المجتمعى الذى أجله الجيش لأجل غير مسمى، حيث لم يفسر البيان ما المقصود
بردود الفعل التى لم تأت على المستوى المتوقع.
وفى السياق ذاته توفقت كافة قيادات القوات المسلحة عن الإجابة على أى
اتصالات هاتفية أو توضيح الأمر ببيان مفصل بما حدث خلال 18 ساعة الماضية،
على الرغم من أنها أصدرت أمس العديد من البيانات وتداخلت مع أكثر من قناة
فضائية من أجل توضيح الدعوة التى أطلقها الجيش للحوار، الذى وصفوه
بالإنسانى، كما خرج المتحدث العسكرى ببيان مقتضب مساء أمس كان نصه كالتالى :
"دعوة الفريق أول السيسى للعائلة المصرية لكل أطياف المجتمع لن يتم فيها
أى حوار وطنى.. بل هى رسالة طمأنة للشعب المصرى العظيم"، بما يؤكد أن هناك
ضغوطا مباشرة على توصيف الحوار من قبل رئاسة الجمهورية.
كانت وكالة الأنباء الرسمية للدولة "أنباء الشرق الأوسط " قد نقلت أمس أنه
لن يكون هناك أى حوار وطنى أو مجتمعى تجريه القوات المسلحة يوم الأربعاء،
وما تردد من أنباء حول هذا الحوار غير صحيح، وذلك على الرغم من خروج
المتحدث العسكرى وتأكيده على دعوة وزير الدفاع.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى