طواريء في بيوت مصر مع امتحانات التيرم..والخبراء :المذاكرة أهم من السياسة

اقتربت امتحانات نصف العام وكل الأسر المصرية في تأهب
تام لها في الوقت الذي تمر فيه بحالة قلق شديد ولاشك ان الأبناء يتأثرون
بالأحداث السياسية التي تجري في البلاد وتؤثر علي تحصيلهم العلمي..البعض
يري ان ابعاد الأبناء عن الأخبار السياسية أفضل للتركيز علي دراستهم والبعض
الآخر يري عكس ذلك لان هذه الأحداث قد تأتي في اسئلة الامتحانات ولابد من
معايشة الأحداث وهناك من يقف حائراً بين هذا وذلك ولا يعلم ما الحل؟؟

هويدا محمد "32 سنة - مدرسة برياض الأطفال" تقول:
لاحظت مؤخرا تغيراً كبيراً علي الطريقة التي يتعامل بها الاطفال مع بعضهم
البعض وأيضاً طريقة لعبهم فقد أصبحوا يستخدمون رموز السياسة تعجبت

في إحدي المرات إلي أحد الأطفال وهو يلعب مع صديقه ويقول له "إنت شارون
وأنا فلسطيني وسوف اقتلك وانت أعمل نفسك ميت عشان أنا خير وانت شرير وأنا
اللي هنتصر عليك".

تتفق معها في الرأي مني الحسيني "44 سنة - ربة منزل"
التي تقول الطبيعي ان كل البيوت المصرية الآن منشغلة ومهتمة بمتابعة
الأحداث السياسية التي تجري علي الساحة من خلال وسائل الإعلام المختلفة
خاصة من خلال التليفزيوندون ملاحظة مدي تأثير هذه الاحداث علي أطفالهم..
وهذا ما حدث لي فقد ادعي ابني المرض عدة أيام متتالية لكي لا يذهب إلي
المدرسة وعندما أرغمته علي ذلك أخذ يبكي ويقول أنني لا أحبه وأريده. ان
يموت وذلك لانه شاهد في التلفاز بعض التلاميذ وهم ميتون لتعرضهم لحادث
أثناء عودتهم للمدرسة.

معادلة صعبة!!

مني يوسف "50 سنة - محامية" تري ان الأولاد خاصة في
المراحل الاعدادية والثانوية كأبنائها أصبح من الصعب اخفاء ما يدور من
أحداث سياسية عنهم لانهم بشكل غير مباشر جزء منها وان لم أجيبهم في حالة
تساؤلهم عنها سوف يبحثون عن اجاباتها في وسائل أخري كالانترنت أو أصحابهم
والذين قد يكونوا قليلي الخبرة والمعرفة بمثل هذه الأمور ولذلك أنا أحرص
غالباً علي متابعة التلفاز الذي يعد الوسيلة الإعلامية الأشهر للأسرة ككل
أو مجتمعة معاً وأفسر لهم ما يدور من أوضاع وأترك لهم حرية التعبير وردوا
علي تساؤلاتهم.. ولكن اتفق مع معظم الأمهات ان هذه الأحداث فعلاً تؤثر
سلباً علي المستوي التعليمي لأبنائنا لأنهم يضيعون ساعات طويلة في متابعتها
ولذلك أحاول هذه الأيام تحديد أوقات معينة لاستخدام الانترنت أو متابعة
التلفاز ليبدأ أولادي في الاستعداد لامتحانات نصف العام.

تحذير لأولياء الأمور

يقول الدكتور وجيه المرسي أبولبن. أستاذ مساعد بجامعة
الأزهر ان البيئة والمحيط اللذين يعيش فيهما الطفل لهما تأثير عميق وفعال
في حياته وتكون شخصيته. فالإنسان منذ نعومة أظفاره يتأثر وينفعل بما يجري
حوله من ممارسات فهو يكتسب مزاجه وأخلاقه وممارساته وطرز تفكيره من ذلك
المحيط أو تلك البيئة.

القاعدة الأساسية في تربية الطفل تتوقف علي أساس من
التفهم والطمأنينة والاهتمام بالطبيعة. والعمل علي ابعاد المخاوف عنه.
وتوجيهه إلي مواطن السرور والأمان والطمأنينة في هذا العالم. لصيانته من
ردود الفعل النفسية لتي تؤلمه وتضر به علي الأمهات والآباء إبعاد أطفالهم
بشكل كبير عن الأحداث السياسية بمتغيراتها المختلفة والمتجددة كل لحظة
والتي غالباً تؤثر علي سلباً علي الحالة النفسية للطفل خاصة عندما يري
والديه متأثرين بهذه الحادثة.. وخصوصاً في الأيام المقبلة حيث امتحانات نصف
العام والاستعداد لها بالمذاكرة والتركيز.

فقه الأولويات

"بناء طفل خير من إصلاح إنسان". هكذا بدأت الدكتورة
داليا الشيمي مدير ومؤسس مركز وموقع عين علي بكره للمساندة النفسية حديثها
وأضافت ان أطفالنا هم الضحية لما يحدث من أوضاع سياسية في البلاد كل ذلك
وأكثر جعل الأهل تقصر في اهتمامها بأطفالها خاصة وان الأطفال قد تتأثر بهذه
الأحداث التي ليس لهم سبب أو طرف بها علي عكس طلاب المرحلة الجامعية..
والمشكلة الأكبر ان الامتحانات اقتربت ونحن ليست لدينا ثقافة الاستعداد
للابداع في الامتحانات.. فنحن وأبناؤنا نعاني رهاب الامتحانات حيث التوتر
والقلق والخوف الشديد مما قد نتعرض إليه في الامتحانات من ضغوط واسئلة غير
متوقعة وغيرها.. وبالتالي لسنا في حاجة إلي ضغوط وعوامل اضافية تزيد من
توترنا وتوتر ابنائنا.. ولذلك علينا الانتباه إلي ضرورة عزل الاطفال جزئياً
عندما يحدث علي الساحة السياسية وتعليم اطفالنا فقه الأولويات بأن هذه
المرحلة يجب فيها ان نهتم بالمذاكرة لانه بعد أيام قليلة هناك امتحانات
وهذا هو الأهم في الفترة الحالية.