دماء جديدة على القضبان.. سيدة وابنتها القعيدة وحفيدتها ضحايا حادث قطار البدرشين.. وحالة انهيار تنتاب الأب وزوجته الناجيان من الحادث.. وسائق القطار يسلم نفسه وإخلاء سبيله وعاملى المزلقان
صفحة 1 من اصل 1
دماء جديدة على القضبان.. سيدة وابنتها القعيدة وحفيدتها ضحايا حادث قطار البدرشين.. وحالة انهيار تنتاب الأب وزوجته الناجيان من الحادث.. وسائق القطار يسلم نفسه وإخلاء سبيله وعاملى المزلقان
جانب من الحادث
كتبت مى عنانى
أيام قليلة مرت على حادث قطار البدرشين الذى أهدر دماء 18 مجندا،
وأصاب 120 آخرين، ومازال أهالى الشهداء والمواطنين العاديين يلملمون شتاتهم
ويحاولون الاستيقاظ من هول الكارثة، ولكن وقعت كارثة أخرى ضحاياها أقل،
ولكنها لا تقل ألما وترويعا من كافة حوادث القطارات التى شهدتها البلاد فى
الأشهر الأخيرة، حيث أطاح قطار قادم من الصعيد بسيارة تاكسى يستقلها رجل و3
سيدات وطفلين، بالإضافة إلى السائق، مما أسفر عن مقتل السائق وسيدتين
وطفلة بينما شاء القدر أن ينجو رجل وزوجته وطفلهما 3 سنوات من الحادث
الأليم.
انتقلت على الفور الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بقيادة اللواءين طارق
الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، ومحمود فاروق مدير المباحث
الجنائية، إلى مكان الواقعة، برفقة قوات الدفاع المدنى ومسئولى هيئة السكة
الحديد، وتم انتشال جثث الضحايا الأربعة بعدما شطر القطار التاكسى نصفين.
وكشفت المعاينة المبدئية التى أجراها المستشار أحمد رفعت رئيس نيابة
العجوزة الذى انتقل فور إخطاره بالواقعة عن أن المتوفين سيدة وابنتها
وحفيدتها البالغة من العمر 5 سنوات، وأن السبب وراء وقوع الحادث ارتكاب
سائق التاكسى خطأ عندما عبر القضبان من اتجاه معاكس ومكان غير مخصص لعبور
المشاة أو السيارات، حيث أنه ليس مزلقانا رسميا، حيث أصر السائق على عبور
المزلقان قبل قدوم القطار، ولكن نظرا لأن القضبان أعلى من الأرض بجوارها
فعلقت إطارات التاكسى بالقضبان ولم يتمكن السائق من المرور فأسرع الأهالى
بمحاولة رفعه من على القضبان وإخراج الإطارات منها، وتم إخراج رجل وسيدة من
التاكسى وبقيت سيدتان وطفلة برفقة سائق التاكسى الذى حاول مرارا العبور
بالسيارة، إلا أن القطار داهمه وشطر السيارة إلى نصفين، مما أدى لفرم أجساد
مستقلى التاكسى وسائقه.
وأضافت التحقيقات أن السيارة كانت قادمة من شارع السودان متجهة إلى منطقة
ناهيا بأرض اللواء، وتبين أن الناجين من التاكسى رجل وزوجته، وأن من لقوا
مصرعهم والدته وشقيقته وابنته الصغرى، بالإضافة للسائق فقامت النيابة
العامة باصطحابهم إلى مقر نيابة العجوزة لسماع أقوالهم حول الواقعة، وأفادت
المصادر أن الناجين فى حالة انهيار شديدة وتم سماع أقوالهم وأمرت النيابة
بدفن الجثث واستمعت لأقوال بعض شهود العيان.
وأثناء الاستماع لأقوال الرجل الناجى من الحادث وزوجته انتابتهما حالة من
البكاء الهيستيرى أمام المستشار أحمد رفعت رئيس نيابة العجوزة، حيث استمعت
النيابة على مدار ما يقرب من 4 ساعات لأقوال والد الطفلة التى لقيت مصرعها
ضمن ضحايا الحادث ووالدتها واللذان، كلما تذكرا مشهد القطار يصدم التاكسى
حيث دخل الأب فى حالة انهيار تام، وقال إنه فقد والدته وشقيقته المصابة
بشلل وطفلته الصغيرة فى الحادث.
وبدأ فى سرد الحادث تفصيليا حيث قال إن سائق التاكسى ارتكب الخطأ منذ
البداية عندما سار على المزلقان فى عكس الاتجاه، على الرغم من قدوم القطار،
وكان الأب المكلوم يصمت ثوانى معدودة عندما يتذكر لحظة الحادث ثم يكمل
كلامه قائلا إن التاكسى انزلقت إطاراته بين القضبان وحاول الأهالى رفع
السيارة إلا أن القطار كان أسرع منهم، وأطاح بالسيارة، وأضاف الأب أنها
كانت لحظات عصيبة استغرقت 60 ثانية بالضبط وانتابته حالة من البكاء عندما
قال إنه قفز من السيارة ودفع زوجته منها فى نفس اللحظة التى اصطدم فيها
القطار بالسيارة، وأضاف أن والدته كانت تجلس فى الكرسى الأمامى بجوار
السائق وبرفقتها طفلته الصغيرة، وأنها أول من تلقت الصدمة فطارت الطفلة على
الكرسى الخلفى، وأضاف الأب والدموع تتساقط من عينيه أن شقيقته التى كانت
تجلس بالكرسى الخلفى قعيدة لا تتحرك أما عن الأم التى شاهدت موت طفلتها
بأعينها لم تتمكن من النطق إلا ببضع كلمات فهم منها أن سائق التاكسى هو
المخطئ، وأنها كانت تتمنى ألا تقفز من السيارة وتصاحب ابنتها فى رحلتها إلى
الآخرة فهى ما زالت صغيرة وتحتاجها.
وانتهت النيابة من سماع أقوال الأب والأم اللذان فقدا أسرتهما بالكامل
وأمرت بصرفهما من سرايا النيابة، ليلحقا بجنازة الأسرة ويشاركا فى الدفن،
كما استمعت النيابة لأقوال عاملى المزلقان واللذين أكدا أنهما قاما بإغلاق
المزلقان، وأن سائق التاكسى هو الذى اقتحم المزلقان وكان يسير عكس الاتجاه
واصطدم به القطار، فأمرت النيابة بصرفهما من سرايا النيابة وطلبت تحريات
شرطة النقل والموصلات والمباحث الجنائية حول الواقعة وقام سائق القطار الذى
فر هاربا بعد الحادث بتسليم نفسه إلى النيابة العامة التى استمعت لأقواله
على مدار أكثر من 4 ساعات أدلى خلالها بالتفاصيل الكاملة للحادث، مؤكدا أنه
ليس مخطئا حيث إنه فوجئ أمامه بالتاكسى ولم يتمكن من الفرملة حرصا على
حياة ركاب القطار بالكامل .
فيما افترش عدد كبير من أهالى منطقة أرض اللواء الأرض على قضبان السكة
الحديد بعد الحادث رفض الأهالى السماح باستئناف حركة القطارات مرة أخرى،
وعلى الفور تدخل اللواء أحمد سالم الناغى مدير أمن الجيزة فى محاولة لإقناع
الأهالى بالانصراف لإعادة حركة القطارات مرة أخرى بعد أن قام رجال الحماية
المدنية برفع حطام السيارة التاكسى من على قضبان السكة الحديد، إلا أن
الأهالى أصروا على البقاء فتوجه إليهم اللواءات كمال الدالى مدير الإدارة
العامة للمباحث ونائبه طارق الجزار ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية،
لمحاولة إقناعهم بأن القانون يأخذ مجراه والمخطئ سيتم محاسبته، فأصر
الأهالى على المطالبة بحق ضحايا حادث مزلقان قطار أرض اللواء ومعاقبة
المتسبب فى الحادث والاهتمام بمرفق السكة الحديد، وانتهت محاولات القيادات
الأمنية فى إنهاء الأزمة حوالى الساعة الثانية صباحاً.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى