بالصور.. أهل وأصدقاء "الجندى" شهيد الاتحادية يستقبلون جثمانه بالصراخ .. والدته لمرسى: "أنت بتجوز ابنك اليومين دول ربنا يبارك لك فيه ارفع يد الداخلية عن الشباب".. والده: الأمن أقام حفلة تعذيب على ولدى

جانب من جنازة محمد الجندى شهيد الاتحادية

تصوير: حسين طلال






"ليه ولادنا إحنا اللى بيموتوا وأولادهم مش بيحصلهم حاجة.. هى دى
الثورة حرام عليكم أنا أم"، بهذه الهتافات استقبلت والدة الشهيد محمد
الجندى جثة ابنها شهيد أحداث قصر الاتحادية الذى تم الإعلان رسميا عن وفاته
أمس الأحد، من مشرحة زينهم.

وأضافت والدة محمد الجندى: جريمة ابنى كان عاوز يشوف البلد جميلة وكان نفسه يشوف مصر زى ألمانيا وأوروبا.

وتابعت أم الشهيد فى حديث لـ"اليوم السابع": "الشرطة فيها الحلو وفيها
الوحش، وكل جريمة محمد أنه دافع عن شرفى وعن عرضى، وأنا فخورة أنى ربيت
راجل لأن "ضابط شتمه بأمه ورد قاله اخرس يا كلب، وهل ده سبب أنهم يعملوا
عليه حفلة تعذيب.

ووجهت الأم المكلومة رسالة إلى الرئيس مرسى تدعوه لحقن الدم وقالت له "أنت
بتجوز ابنك اليومين دول" ربنا يبارك لك فيه ارفع يد الداخلية عن الشباب فى
الشوارع وطالبهم بضبط النفس، ووجهت إلى وزير الداخلية كلمة وقالت "هقابلك
يوم العرض العظيم وهقولك دم ابنى فين".

واستنكر والد الشهيد نبيل الجندى، أن يقام حفلة التعذيب على ولده، مضيفا
أنه مكث فى العمل 40 سنة فى عمله مهندس زراعى، حتى وصلت إلى درجة وكيل
وزارة من أجل أن أربى ولدى هذه التربية، التى شهد عليها الناس جميعا، وأضاف
قائلا "هل ذنبه أنه رد على ظابط سبه بأمه.

وقالت شقيقته سارة "حسبى الله ونعم الوكيل وميصحش أبدا اللى اتعمل فى محمد دى مش آدمية".

بينما تعالت أصوات الأهالى والأصدقاء أثناء استلام جثة الشهيد ورددوا
الهتافات المعادية للداخلية ورجال الشرطة منها: "حق الشهداء علينا"
و"التقرير من غير تزوير" و"هنجيب حقهم يا نموت زيهم" "إحنا شباب مش بلطجية
اللى بيحصل عار على الداخلية.. الجنة الجنة يا شهيد.. القصاص أو الفوضى..
يسقط أى رئيس طول ما الدم المصرى رخيص.. ثورة ثورة من جديد، وحياة دمك يا
شهيد ثورة تانى من جديد.. القصاص القصاص يا نموت زيهم يا نجيب حقهم".

من جانبه، أكد محمود عبد الجليل، زوج شقيقة الشهيد الجندى، أن جنازة الشهيد ستخرج بعد صلاة ظهر اليوم من مسجد عمر مكرم بالتحرير.

وأضاف عبد الجليل أن قيادات التيار الشعبى ستحضر الجنازة وعلى رأسهم حمدين
صباحى المرشح الرئاسى السابق، مشيرا إلى أن الشهيد سيدفن فى مدافن العائلة
بطنطا بعد صلاة العصر، حيث سيصلى عليه ذويه صلاة الجنازة مرة أخرى بمسجد
السيد البدوى بعد صلاة العصر.

ونفى زوج شقيقة الشهيد الجندى، أن يكون هناك نية لدى أهل الشهيد فى إقامة
جنازة رمزية له بالتحرير، مشيرا إلى أن أسرة الجندى تنسق مع عدد من
المحامين والقوى الثورية لتحريك دعاوى ضد وزير الداخلية اللواء محمد
إبراهيم ورئيس الوزراء د. هشام قنديل ود.محمد مرسى رئيس الجمهورية.

من جانبه، غادر حمدين صباحى زعيم التيار الشعبى، والقيادى بجبهة الإنقاذ،
مشرحة زينهم متوجها خلف جثمان شهيدى الاتحادية اللذين توفيا أمس، إلى مسجد
عمر مكرم، وذلك لأداء صلاة الجنازة عليهما وسط أهلهما وأصدقائهما.

واحتشد العشرات من معتصمى ميدان التحرير أمام مسجد عمر مكرم ظهر اليوم
الاثنين، فى انتظار وصول جنازة محمد الجندى، وانتشرت وسائل الإعلام أمام
مسجد عمر مكرم، لتغطية وصول الجنازة.

من جانبه، قال أيمن أبو العلا عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، إن مصر أصبحت تفقد
شبابها يوما تلو الآخر وتشييع الجنازات ودفن الشهداء أصبح أمرا عاديا فى
عهد الرئيس محمد مرسى، مؤكدا أن تعامل الأمن بالعنف والسحل يبلور سبب تغيير
وزير الداخلية السابق وتعيين اللواء محمد إبراهيم.

وأكد أبو العلا فى تصريحات صحفية أن محمد الجندى هو أحد الشباب المصريين
الذين حلموا بالتغيير وضحوا بحياتهم من أجل العيش والحرية والعدالة
الاجتماعية وهم أيضا من الذين انتخبوا الرئيس محمد مرسى وأيدوه من أجل
تنفيذ هذا الحلم، مضيفا" كيف يرى مرسى جنازته الآن وما هو شعوره".

واوضح أبو العلا أن مطلب الجبهة بتشكيل حكومة وحدة وطنية أصبح ضرورة لا
تتطلب حواراً، وإنما تتطلب استجابة الرئيس فورا لافتا الى أن البطء فى
تغيير الحكومة بعد الوضع الاقتصادى السىء والوضع الأمنى المتدهور هو أمر
مخزٍ.

بدوره، حمل الدكتور خالد سعيد منسق الجبهة السلفية، الدكتور محمد مرسى رئيس
الجمهورية، مسئولية مقتل محمد الجندى عضو التيار الشعبى، إذا لم يأمر
بالتحقيق فى أسباب مقتله متأثرا بالتعذيب على يد رجال الأمن، مشيرا إلى أن
أبناء التيار الإسلامى هم أكثر من عانى من التعذيب والقمع فى عهد مبارك ولن
يسمحوا بعودة هذه الممارسات، بحسب تعبيره.

وقال سعيد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "عزاؤنا إلى أسرة محمد الجندى
ونحن نندد بظلم أى إنسان، وهناك شكوك قوية حول هذه الواقعة، نظرا لاختفائه
لمدة 3 أيام، وإن صح بالفعل أنه كان محتجزا بمعسكر الأمن المركزى بالجبل
الأحمر، وأنه مات متأثرا بالتعذيب وليس فى إطار المصادمات أو الاشتباكات،
فنحن لدينا استعداد للتظاهر من أجله لأننا لن نقبل عودة أيام مبارك مرة
أخرى".

وأكد سعيد، أن الدكتور محمد مرسى مسئول عن مقتل محمد الجندى بصفته حاكما
للبلاد، وطالبه بضرورة إعطاء أوامره بالتحقيق فى الواقعة وفى حالة صحتها
لابد من توقيع العقوبة القانونية على كل من تورط فى هذه الواقعة، مشيرا إلى
أنه فى حال لم يعاقبهم الرئيس ووزير الداخلية فهم مشتركون فى الجناية".

واتهم سعيد التيار الشعبى وجبهة الإنقاذ بالتدشين للعنف مثل وزارة الداخلية
من خلال عمليات ما وصفه بالتخريب وحصار المنشآت العامة، مضيفا: "عارض كما
تريد لكن لا تلجأ للعنف".