صاحب الوجه الطفولي والشخصية الكوميدية زعيم كوريا الشمالية يقود لحرب عالمية ثالثة

محمد فهمي






بات الزعيم الشاب لكوريا الشمالية كيم جونج أون يشكل مصدر قلق متناميا لدي
العالم بشكل عام. والبيت الأبيض بشكل خاص بسبب انعدام خبرته السياسية والتي
قد تجعله يقع في خطأ استراتيجي قد يجر منطقة شبه الجزيرة الكورية إلي حرب
دموية.


فعلي الرغم من أن تهديدات كوريا الشمالية الخطيرة بضرب جارتها الجنوبية
والولايات المتحدة قد تبدو هزلية. إلا أن العالم يراقب بقلق كيم جونج أون.
ويتخوف من أن تعود شخصيته الفكاهية بنتائج مدمرة قد تقود العالم إلي حرب
عالمية ثالثة.


المتابع لتصرفات الزعيم الشاب منذ توليه السلطة عقب وفاة والده الرئيس
السابق لكوريا الشمالية في ديسمبر من عام 2011. يتيقن انه ينتقص إلي خبرة
رؤساء البلاد. ويتصرف بطريقة غريبة ممزوجة بنوع من التهور. وهو ما تظهره
قراراته والصور التي يظهر فيها.


فبعد تولي الزعيمه الشاب لمقاليد الحكم. أصدر قراراً بأعدام أون كيم
تشول نائب وزير الجيش بقذيفة "هاون" وليس برصاص أو الشنق وذلك عقابا له علي
تناوله المشروبات الكحولية أثناء فترة الحداد علي والده.


وتم نقل كيم تشول إلي نقطة هدف لتقذيفة هاون. حيث "تم تدميره بالكامل"
بعد اعتقاله بأوامر من الرئيس الحالي كيم جونج أون. الذي طالب بألا يبقي
أثر لتشول. "ولا حتي شعرة".


ويعد إعدام تشول الاحداث في سلسلة إعدامات طالب 14 مسئولا رفيعا من
قيادات الجيش والدولة. الذين راحوا ضحية الحاكم الشاب. ومن بين هؤلاء
الضحايا. قائد الجيش ري جونج هو. وحاكم المصرف المركزي الكوري الشمالي ري
كوانج جون.


العديد من صور كيم جونج أون تبدو فكاهية وساخرة إلي حد بعيد ففي إحدي
الصورة. بدا الزعيم القصير والبدين يرتدي بدلة "مزررة" وهو يدرس خريطة. قيل
انها خاصة بخطة للقيام بهجمة مدمرة علي أراضي الولايات المتحدة.


وصورة أخري تظهر طائرات حربية تتدرب علي الهبوط علي حاملة طائرات
استعداداً للحرب التي أعلن عنها. تبين فيما بعد انه تم التلاعب بها بواسطة
الفوتوشوب. للمبالغة في القوة العسكرية لكوريا الشمالية.


كيم جونج أون الذي لا يعرف تاريخ ميلاده بدقة إلا ان الجميع يشير إلي
أنه في ال30 من عمره. لا يزال غير معروف من حيث الشخصية ودقة القرارات. ولا
يمكن التنبؤ بأفعاله ونتائجها.


فالبلاد التي يبلغ تعداد سكانها 24 مليون نسمة هي في حد ذاتها سر غامض.
ومغلقة أمام العالم. لاسيما وأن أكثر من 200 ألف شخص يقبعون في معسكرات
الاعتقال.


ومنذ توليه السلطة. يحاول كيم جون أون جعل نفسه نموذجاً فريداً والتشبه
بأسلوب جده. كيم إيل سونج. الذي أسس جيشاً محترفاً. وأرسل عملاء إلي كوريا
الجنوبية في محاولة لاغتيال رئيسها. حتي انه يعتمد قصة الشعر نفسها في
محاولة للتشبه مع مثله الأعلي.


كان لكيم جونج أون. الحظ الأوفر في وراثة الزعامة عن أبيه. كان المفضل
لدي كيم جونج إيل. بالرغم من أن كيم جونج تشول هو الأخ الأكبر. إلا أن
شخصيته كانت تميل إلي الأنوثة أكثر من اللازم. بحسب ما قال كينجي فوجيموتو.
الطباخ الشخصي السابق لكيم جونغ إيل.


ويسعي صاحب الوجه الطفولي. أن يبدو الرجل الأكثر ذكاء في العالم. ومن
خلال استهتاره بالعدو المفترض. وأنه الرجل الذي يعرف الخبايا بكل تفاصيلها.


يقول بعض الخبراء ان كيم جونج أون هو نسخة ثانية عن والده. من حيث
التعامل مع الآخرين ومن حيث طريقة التفكير. إلا أن الوالد لم يكن مولعا بحب
الظهور.


فالبرغم من تاريخ التكتم الطويل الذي اشتهرت به كوريا الشمالية من حيث
تفاصيل العائلة الحاكمة وعددها وتحركاتها. حتي أن دراسة افرادها كانت
بأسماء مستعارة. من الواضح ان الزعيم الشاب مهووس بالشهرة. أو علي الاقل
بدخول التاريخ من أوسع الأبواب.


تهديداته الجريئة والمشكوك بمصداقيتها في الوقت ذاته. ليست جديدة علي
الولايات المتحدة. القلقة طبعا فبالنسبة إليها. كان هناك تجربة سيئة مع هذا
النوع من الاشخاص. في كوريا الشمالية أولا مع الأب والجد. والعائلة
الحاكمة كلها ربما.


وفي المقابل. فإن السياسات الأمريكية لا تبدو لكثيرين أكثر مدعاة
للثقة. وهي حافلة بالكثير من التهور. فإلي جانب الرئيس الأمريكي الاسبق
هاري ترومان الذي اتخذ قرار ضرب هيروشيما وناجازاكي بالسلاح النووي. فإن
الرئيس ال37 للولايات المتحدة ريتشارد نيكسون كان أيضا من بين أكثر الرؤساء
الامريكيين تهوراً فإرضاء لذاته وإثبات وجوده قام في عام 1969 وفي خضم
الحرب الأمريكية - الفيتنامية بضرب كل من كمبوديا ولاوس. فقط لكي يثبت ان
نيكسون لا يستسلم.


إذا. هل الزعيم الكوري المريض فعليا بداء السكري والضغط. سوف يتمادي في
تهديده ووعيده. ويصل به الأمر إلي حيث لا يمكن الرجوع؟ أم هل ينخفض السكري
في دمه ويفاوض. أم يرتفع الضغط ويدخل حربا حفاظاً علي ماء الوجه؟