منتديات الأجيال التعليمية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الأجيال التعليمية
منتديات الأجيال التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اأسئلة في الموازنة الشعرية(المستوي الرفيع)

اذهب الى الأسفل

اأسئلة في الموازنة الشعرية(المستوي الرفيع) Empty اأسئلة في الموازنة الشعرية(المستوي الرفيع)

مُساهمة من طرف صلاح الدين الأربعاء 30 مايو 2012, 6:02 pm

أسئلة في الموازنة الشعرية(المستوي الرفيع)
س1: قال أحمد شوقي في قصيدة(بعد المنفي): ــ
ويا وطني لقيتك بعد يأس كأني قد لقيت بك الشبابا
وكل مسافر سيئوب يوماً إذا رزق السلامة والإيابا
ولو أني دُعيت لكنت ديني عليه أقابل الحتم المجابا
وقال إبراهيم ناجي في قصيدة(المآب): ــ
هتفت وقد بدت مصر لعيني رفاقي تلك مصر يارفاقي
أتدفعني وقد هاضت جناحي وتجذبني وقد شدت وثاقي
خرجت من الديار أجر همي وعدت إلي الديار أجر ساقي
قارن بين النصين من حيث:ــ
الفكر المشتركة ــ الألفاظ ــ الخيال ــ الصدق الشعوري.
الإجابة
(أ)
من حيث الفكرة المشتركة: كلاهما متعلق بوطنه، فرح بالعودة إليه، ولكن شوقي
أكثر سعادة من(ناجي)، فقد عاد بعد يأس كأنه عاد إليه شبابه، وهو مرتبط به
لا يفارقه حتى النهاية، وقد جاء بحكمة صادقة، وهي أن كل مسافر لا بد أن
يعود.
أما (ناجي) فهو في دهشة من تبدل أحوال مصر عما عهدها، فقد خرج مهيض الجناح، وعاد إليها مكسور الساق، فشوقي أجمل فكراً.
(ب)
وألفاظ شوقي أجمل لتعبيره بلفظ (وطني) و(ديني) و(الحتم المجابا) وفيه طباق
بين(مسافر ــ الإياب)، أما ناجي فألفاظه فيه حيرة(أتلك مصر يا رفاقي)
وفيها مرارة(هاضت جناحي ـ شدت وثاقي) وفيه من المحسنات البديعية الطباق
بين(تدفعني) و(تجذبني) و(خرجت) و(عدت).
%وخيال شوقي أجمل(لقيت الشباب)
و(رزق السلامة) و(كنت ديني)، أما(ناجي) فيعتمد علي الكناية الكئيبة(هاضت
جناحي ــ شدت وثاقي) ومن الاستعارات(أجر همي) وهو أقل من شوقي خيالاً وصدق
شعور، فنص شوقي يفوقه كثيراً.

س2: يقول ابن الرومي في رثاء ولده: ــ
بكاؤكما يشفى و إن كان لا يجدى فجوداً ، فقد أودى نظيركما عندى
توخى حمام الموت أوســط صبيـتى فلله كيف اختار واسطة العقد ؟
طواه الردى عنى فأضحى مـــــــــزاره بعيداً على قرب قريباً علـــى بعد
لقد أنجزت فيه المنايا وعيدهـــــا و أخلفت الآمال ما كان من وعـــــــد
ويقول أبو الحسن التهامي في رثاء ولده أيضاً: ــ
يا كوكباً ما كان أقصر عمره وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضي لم يستدر بدراًً ولم يمهل لوقت سرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه فمحـــــاه قبل مَظنة الإبـــْدار
واستُل من أتــــرابه ولداته كالمقلة استُلت من الأشفار
وكأن قلبي قبره وكــــــأنه في طيَّه سر من الأســـــــرار
(سرار الشهر: أخر لياليه/ الإبدار: يصير بدراً/ الأشفار: المقصود بها الأجفان/أترابه: أصحابه).
(أ) اتفق الشاعران في الموقف والعاطفة، واختلفا في الأفكار، والصور، والمحسنات.
ناقش ذلك من خلال المقارنة بين المجموعتين السابقتين.
(ب) اذكر إلي أي الشاعرين تميل مع التعليل.
الإجابة
[أ]
لقد اتفق الشاعران في الموقف، كما يتفقان في العاطفة، في عاطفة ملتهبة
بالأسى والحزن، فموت الابن في الصغر يون وقعه علي قلب أبيه أشد من موته في
الكبر، لأن الحزن حينئذ يكون ممزوجاً بالشفقة والرحمة، وانقطاع رجاء كان
ممدوداً أمام خيال الوالد وأحلامه.
ولكنهما اختلفا في الأفكار والصور
والصياغة، فابن الرومي يطلب من عينيه أن تجودا ولا تجمدا، فعسي أن تلطف
نيران حزنه علي ولده الذي هو بمنزلة عينيه، والذي كان من حيث السن، وسطاً
بين أولاده، والذي كان يعلق عليه أمالاً لم تتحقق، لأن الموت سلبه منه، وهو
أكثر ما يكون تعلقاً به وحباً له وأملاً فيه، لقد طواه الردي عنه، وأبعده
عن مجلسه، ولكنه قريب إلي قلبه الذي لم ينسه لحظة واحدة، فغربة الولد
طبيعية لأنه في عداد الأموات، أما غربة الوالد في قاسية لأنه غريب في دار
الأنس.
أما(التهامي) فيشده موت ابنه إلي صفحة السماء، فقد مات ولده
صغيراً(وكذلك عم كواكب الأسحار) وما أشبه موته قبل أن يشب ويكبر بالهلال
الذي يختفي قبل أن يكتمل بدراً،وما زال الرجل يرنو ببصره إلي السماء، قد
خسف قبل أوانه، وزال من الوجود قبل مظنة الإبدار، ولقد كان ولده بين
أصدقائه أحسنهم، وأفضلهم، ثم ضاع كما تضيع المقلة من أجفانها، وهل تبقي
للأجفان من قيمة، بعد أن يذهب الله بنورها ويتركها في ظلمة الأبد؟، إن
ولد
الشاعر لم يمت فهو مدفون في قلبه كسره الدائم الذي لا يفارقه، وهكذا، تكون
أفكار ابن الرومي جديدة ودقيقة، وكاشفة بصدق عن عاطفته، فهو يعيش تجربته
الذاتية وينقلها بأمانة إلي القارئ.
أما (التهامي) فيشغله الربط بين ولده وبين الكواكب عن أن ينقل فاجعته بصدق.
%وفي
التصوير: يختلف الشاعران، فابن الرومي يخاطب عينيه، أما التهامي فكان
ولده(كوكباً قصير العمر ) مثل(كواكب الأسحار) اختطفه الموت(وهو هلال لم
يستدر بدراً)
إلي أخر الصور التي تكشف لنا عن عاطفة ابن الرومي أكثر من تصوير التهامي لعاطفته.
وتكشف
الصياغة والتراكيب والمحسنات، قدرتها علي نقل المأساة عند ابن الرومي،
فتصوره، وهو ينظر إلي ولده وأخري إلي نفسه وولديه، فينطلق مرة من وراء
ولده، ويعود مرة إلي نفسه الكئيبة(بكاؤكما يشفي.. لا يجدي)، (أنجزت المنايا
ــ أخلف الأمال) إلي أخر هذه المقابلات، أما (التهامي) فالمقابلات قد تمت
خارج تجربته، فهي بين الهلال والبدر والسرار، فهو ينقل صورة الوجود ويتعجب
لها ولم ينقل إلينا صورة نفسه فنأسي عليه.
(ب) ولهذا نفضل ما قاله(ابن الرومي).
ملاحظة: ــ قد يري الطالب رأياً أخر، ولكن عليه أن يعلل لرأيه تعليلاً منطقياً ومقبولاً

صلاح الدين
عضو مميز
عضو مميز

عدد المساهمات : 1524
نقاط : 11387
تاريخ التسجيل : 08/05/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى