كيف نجعله يكره صحبة السوء؟!

من طرف مستر مهند الجمعة 10 أغسطس 2012, 8:51 pm

بسم
الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله... أما بعد، فأخي يقوم
بتصرفاتٍ لا تُرضي أبي، وأبي يحاول مرارًا وتكرارًا أن يُقنعه باتباع طريق
التيار الإسلامي والالتزام به؛ ولكن دون جدوى!

فماذا نفعل لنُكرهه في الصحبة التي يمشي معها، والتي تضلله ويظن أنها هي الأفضل؟

يجيب عنها: الدكتور أسامة يحيى الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين)

حمدًا لله حمدًا
طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه..
وبعد، إن الأصدقاء في حياة الإنسان لا غناءَ عنهم أبدًا، فهم يمدونه بخبرات
ويلبون له احتياجات ويعلمونه مهارات لا تتوافر في بيئةٍ أخرى.

والفتى حين
يختار أصدقاءه يستخدم معايير ترضي احتياجاته وتطلعاته فيرى اختياره صحيحًا
سليمًا، هذه المعايير- في الغالب- قد لا يرضى عنها الوالدان.. فما الحل؟

غالبًا ما يعجز
الآباء عن استئصال أولادهم من أصدقائهم، فكلما حضَّ الآباء أبناءهم على
الابتعاد عن بعض أصدقائهم وأمروهم بترك صحبتهم ازداد الأبناء التصاقًا
بهؤلاء الأصدقاء.. إنهم يفعلون عكس ما يُؤمرون ويتمردون ويرفضون.. إنهم
يفعلون ذلك ليعلنوا استقلالهم عن ذويهم وأسرتهم الوالدية.. إنهم يفعلون ذلك
ليعلنوا أن لهم شخصياتهم المتفردة واختياراتهم المناسبة وحياتهم الخاصة.

إن محاولاتنا
إقصاء أبنائنا عن بعض أصدقائهم هي ترجمة منا لحبنا لهم وخوفنا عليهم، وكلها
محاولات فاشلة من ناحية وتدل على أنانيتنا نحن كآباء لأننا نصبو إلى تجنيب
أبنائنا أصدقاء السوء وفقط، وكأننا لا يهمنا سوى استنقاذ أبنائنا دون أن
نعبأ بأبناء الآخرين الذين هم في نظرنا سيئون.

إن مَن يريد
الصلاح لابنه يجب عليه أن يعتبر كل أصدقاء ابنه أبناءً له؛ ولذلك كان من
الأساليب الناجحة في إبعاد أولادنا عن الصحبة السيئة هي مصاحبة أصحابهم
صالحهم وطالحهم، ودعوتهم في البيت للحديث معهم وإطعامهم واللعب معهم، حتى
نألفهم ويألفوننا، ويعطوننا الحق في التدخل في حياتهم أكثر، ويستقبلون
توجيهاتنا بصدر رحب.

وستجد صديقًا لابنك يقول له هامسًا: "يا بختك بأبيك، ليت أبي مثل أبيك".

ويا له من شعورٍ رائع سيتملك ولدك عندما يسمع مثل هذه الكلمات من أصدقائه، وسينظر إليك ولدك نظرة الصديق.

ثم إذا ما أخطأ
بالقول أو الفعل مَن هو صديق سوء (وسيحدث هذا بالقطع) نؤنبه أمام أصدقائه
ونستنكر ما فعل قائلين: لماذا فعلت كذا يا فلان؟.. ثم نتوجه بسؤال بقية
أصحاب ولدي: أترضون ما فعله فلان؟ فسيجيبون بلا، وبذلك أخذت رأيًا عامًا ضد
هذا الفلان، فما عليه- فلان هذا- إلا أن ينضبط أو ينسحب.. وهذا ما نبغي..
انضباط أو انسحاب.

أما إقناع الابن
بانتهاج خط فكري أو دعوي معين فلا يأتي مطلقًا قصرًا أو عنوةً، إنما يأتي
بأن نكن له قدوة لهذا الخط الفكري أو الدعوي بالحب والنصح اللطيف وإطالة
البال وسعة الصدر وعظيم الصبر والدعاء له ولأمثاله من الشباب.

هدى الله شباب المسلمين لما يحبه ويرضاه.