زوجتي حادثت رجلاً غريبًا فطلقتها.. هل أعيدها؟!

من طرف مستر مهند الجمعة 10 أغسطس 2012, 8:53 pm

أنا
رجل في العقد الرابع من عمري، ولدى طفلان صغيران 8 سنوات و6 سنوات وأعمل
خارج مدينتي لمدة خمسة أيام وأعود إلى بيتي لأقضي يومين و3 ليالٍ (مساء
الخميس والجمعة والسبت).

وعن
طريق المصادفة اكتشفت أن زوجتي على علاقة برجل آخر من خلال الإنترنت وتوجد
مراسلات بينهما تتحدث عن علاقتهما، وعند مواجهتي لها أنكرت كل ذلك وادَّعت
أن هذه الرسائل لا تخصها، وإنما تخص صديقة لها مطلقة، وهما يتشاركان نفس
الحساب على الإنترنت، وأنها اكتشفت وجود هذه الرسائل بالمصادفة وأنها على
استعداد أن تجعل صديقتها تحكي لي عن علاقتها مع هذا الشخص، وأقسمت على ذلك
بالله واأسمت بكتاب الله وغيرها الكثير من القسم.

كنت
في حيرة من أمري هل أظلمها أم ماذا أفعل؟ فقلت لها إن كان كلامها غير صحيح
تصبحين "طالق" (وكنت عاقدًا النية على ذلك) فوافقت أن أقسم عليها هذا
القسم، واتفقنا على أن تجعل صديقتها تتحدث إلي ثم عادت لتقول إن صديقتها لن
تتحدث إلي، وبعد الضغط عليها وتحرِّي الرسائل تأكدت أنها هي فانهارت
واعترفت أن علاقتهما على الإنترنت فقط، وجدت رسالة منه على هاتفها المحمول
تشير إلى أنه ينتظر قدومها، فقالت إنها تعني انتظارها للدخول على الإنترنت،
بالتالي أصبحت "طالق" مني ولكن دون أن يعرف أحد حتى الآن.

الآن
هي تطلب أن أردها وأراجعها عند أي مأذون سرًّا وأن أسامحها وعدم فضح أمرها
(الذي لم يتعدَّ التحدث على الإنترنت منذ 4 أشهر فقط كما تزعم) وأنها سوف
تعيش مثل الخادمة لي ولأولادي، وسوف تفعل ما في وسعها كي تكفر عن هذا
الذنب، للعلم هذا هو عامنا العاشر في الزواج وهي كانت تقوم بكل واجباتها
تجاهي وتجاه أولادي وكانت تقوم بالمذاكرة لهم.

أفيدوني
ماذا أفعل؟؟ هل أطلقها أم أرجعها؟ وفي هذه الحالة سوف آخذ الأولاد معي
وأتزوج بأخرى لتربيهم لي على القيم والأخلاق، أم هل أردها وأراجعها؟ وفي
هذه الحالة سيقتلني الشك في كل وقت، ولا أدري هل سأكون لها زوجًا أو سوف
أعتبر أنها غيرة موجودة في حياتي (حتى في العلاقات الشرعية الواجبة علي).

كل
ما يهمني ليس أنا ولكن أولادي كي يكونوا أسوياء، فما هو اقتراحكم عليَّ من
الناحية الدينية ومن الناحية الاجتماعية والتربوية للأولاد، أرجو الرد في
أسرع وقت ممكن، وجزاكم الله كل خير، قراري ينتظر ردَّكم عليَّ أرجوكم.

* يجيب عنها الدكتور أسامة يحيى- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

** حمدًا لله العلي القدير وصلاة وسلامًا على النبي الكريم.. وبعد

ملخص
استشارتك يا بني أن زوجتك أقامت علاقة اجتماعية برجل غريب واستمرت هذه
العلاقة أربعة أشهر حتى اكتشفتها أنت بالمصادفة، وعندما عرفت أمرها أنكرت
هي وادَّعت على صديقتها المطلقة القيام بما قامت هي به من منكرات، ثم عندما
ضيقت عليها الخناق اعترفت لك بأنها هي صاحبة هذه العلاقة، وأنها انحصرت
فقط على النت، وتم طلاقك منها ثم طلبت منك الصفح وأن تسترها وتردها على وعد
منها أنها ستعيش خادمة لك وللأولادك.. كل ذلك مع الوضع في الاعتبار أن
زوجتك طوال العشرة أعوام زواجًا كانت تقوم بكل واجباتها الزوجية تجاهك وما
تمليها عليها أمومتها تجاه طفليها واستذكارها لهما.

ولكن لي هنا عدة وقفات:

أولاً:
لظروف عملك التي قد لا يكون هناك مفر منها أو بديل عنها تقضي أغلب أيام
الأسبوع بعيدًا عن بيتك وزوجتك.. وهذا مثار فتنة.. ولكنها ليست مبررًا لما
فعلته زوجتك، فكثير من الأزواج حالهم مثل حالك، ولكنك أدرى الناس بقدر وشدة
احتياج زوجتك إليك كرجل، فإن كان هذا الاحتياج ملحًّا إلحاحًا شديدًا
ضاغطًا عليها ضغطًا قاسيًا، فقد أسههم غيابك المستمر عنها فيما وصلت هي
إليه من حال مزرٍ إلى حد ما.

ثانيًا:
إن التجاء الزوجة لقضاء علاقة مع غير زوجها له أسباب: أولها غياب
الاستشعار برقابة الله تعالى وخفوت الخوف منه جل وعلا وضعف إيمان، فأين
الدين في بيتك (رغم حج البيت وحفظ القرآن وقراءة الأذكار). ثانيها هوان
المرأة على نفسها واحتقارها لذاتها وإهدارها لأنوثتها وازدراؤها لأمومتها.
ثالثها هوان قيمة زوجها عندها وعدم حفظها لنفسها عند غيابه. رابعها تلبية
احتياجات لا تلبَّى من الزوج الحلال.. وهنا يجب أن يراجع الزوج نفسه ليعرف
دوره في ممارسة زوجته الجنس مع غيره على النت، فربما شارك في إثمها بتجاهل
احتياجاتها العاطفية والجسدية.

ثالثًا:
لقد هانت زوجتك على نفسها باقترافها الحرام الذي يصيب الرجل في مقتل،
وعندما اكتشفت أمرها أنكرت واتهمت من هي بريئة وراوغت وكذبت ثم انهارت
واعترفت- ربما بجزء من الحقيقة- ورضيت أن تردها إليك على أن تؤدي مختارة
دور الخادمة.. لقد هانت على نفسها فارتكبت سلسلة مريرة من الأخطاء المتصلة
كل خطأ يفضي إلى خطأ بعده، وكلها أمور تفقدك الثقة فيها.

رابعًا:
إن الرجل الأبي يا بني لا يرضى بأن تكون زوجته وأم أطفاله مجرد خادمة..
فالزوجة إما أن تكون زوجة بكل ما في الكلمة من معاني الاحترام والتوقير
والرعاية والاهتمام والثقة والود والقرب والحب.. أو.. لا تكون.

إن من الحقوق التربوية للأبناء أن يروا أمهم زوجة محترمة مكرمة وليست خادمة تعمل من أجل قوتها.

خامسًا:
ليس المهم وجود الأطفال وسط الأبوين ليكون أمر تربيتهم جيدًا حسنًا
صحيحًا، ليس المهم وجود الأطفال وسط الأبوين لتصبح الأجواء من حولهم صحية
من الناحية النفسية، بل إن وجود الأطفال في وسط مناخ تربوي سليم هو الذي
يحسن من ظروف تربيتهم حتى لو خلا هذا المناخ من أحد الأبوين أو كليهما،
فوجود الآباء معًا ليس هو الشرط الفصل لنجاح تربية الأطفال، بل الشرط الفصل
هو المناخ الصحي التربوي المحيط بالأطفال؛ فإن تحقق هذا المناخ في وجود
الأبوين معًا أو في وجود أحدهما أو حتى في غيابهما فبها ونعمت.. لا فارق
يستحق الذكر.. فالمهم هو المناخ وليس الأفراد.

يا
بني.. أنت وحدك الذي يستطيع تقرير تحملك لها بعد معرفتك بأخطائها
الجسيمة.. فالرجال أصناف والوان وقدرات وطبائع.. فهناك من لا يتحمل ألبتة
أن تقوم زوجته بما قامت به طليقتك، فيفارقها غير آسف عليها مهما كانت
العواقب.. وهناك من يحاول المسامحة ولكنه لا يقوى بدرجة وافية عليها فيتردد
في طلاقها أو يرضى بالعيش معها متألمًا طمعًا في تحسن حال واستقرار بال
وتربية أبناء.. وهناك من يستطيع المسامحة ونسيان الماضي والتطلع لمستقبل
أفضل وأنظف وأطهر. فاختر من أي صنف من الرجال أنت؟!

فإن
استطعت أن تردها متناسيًا الماضي حق النسيان فافعل على أساس أن تعاملها
كزوجة لا كخادمة.. فالله يحب المحسنين، وإن لم تستطع أن تنسى أو تتناسى ما
فعلته زوجتك وستتأثر حياتك سلبًا بوجودها بجوارك وتثير في نفسك كوامن
الشكوك فلك أمر من اثنين: إما أن تتركها وشأنها وتمضي بحياتك بعيدًا عنها
مع زوجة أخرى.. أو .. تردها وتتزوج بأخرى ليقل تركيزك عليها ويقل تبعًا
لذلك ضجرك وغضبك منها.

أراح الله بالك وأسكن صدرك بما يحب ويرضى.