عودة إلى التربية القرآنية .. العلم والعمل
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عودة إلى التربية القرآنية .. العلم والعمل
إن جمهور الناس يرغبون في رؤية علماء ودعاة يطبقون الإسلام في سلوكهم
اليومي ، يريدون يداً عادلة بين هذا الركام في الجور والفساد ، يداً
حانية وحديثاً من القلب , يريدون رؤية العالم أو الداعية البعيد عن
الترف وعن السعي الدائب للشهرة والظهور..
يعجب بعض الناس بالتفكير المجرد ، خاصة إذا صيغ بعبارات منطقية بارعة
، بل إن هذا التفكير قد يؤدي بهم إلى مايشبه التنويم المغناطيسي
ويستحوذ على عقولهم .
وهذا ما برع به بعض الفلاسفة حين يهولون على الناس بعبارات غامضة
ملتوية تشعر القارئ أن ( الفكر ) ها هنا ، هؤلاء يوصدون عقولهم عن
المعاناة اليومية والواقع الذي يعيشه الناس .
جاء الإسلام ليفتح عصراً جديداً حين ركز على العمل بعد العلم وأن
علماً ليس وراءه عمل ليس في مطالب الإسلام ، وليس هو الذي يضفي
السعادة على الإنسان ، فالعمل هو الذي يرتقى بالإنسان ، وهو الذي من
خلاله يمارس عملية التزكية والتهذيب ، قال تعالى : " إن الذين قالوا
ربنا الله ثم استقاموا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
ويؤكد القرآن على هذا الأمر ، فلا يذكر الإيمان إلا ويذكر العمل
الصالح قال تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون " أي المبالغة في
أدائها والمواظبة عليها حتى تكون صفة لازمة ، فيصير أداء الزكاة فعلاً
لهم يعرفون به .
ويوجه القرآن الإنسان لمعرفة الكون كي يحيا فيه , ويستفيد منه ، وقد
سخره الله له " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف
رفعت ، وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت .. " .
فقه السلف هذه المعاني على أكمل وجه فوجدوا القرآن يعرف الإيمان
بالصفات اللازمة والتي يتكون في مجموعها ، فيقول : " إنما المؤمنون
الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا " " إنما المؤمنون الذين إذا
ذكر الله وجلت قلوبهم ، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى
ربهم يتوكلون ، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، أولئك هم
المؤمنون حقا .. " " قد أفلح المؤمنون .. الآيات "
ثم وجدوه لا يذكر الإيمان في المعارض المختلفة إلا مقروناً بالعمل
الصالح ، ففهموا من القرآن ما هو الإيمان ، وما هي الأعمال الصالحة
،.
أما الخلف فعدلوا عن هذا كله منذ صاروا يفهمون الإيمان من القواعد
التعليمية وفقدوا الذوق والإسترشاد بالسنة ، وكيف يفلح من يِعدل في
تفهم الإيمان في الآيات السابقة إلى قولهم بأن الإيمان هو التصديق وأن
النطق شرط ...
تحول الإيمان إلى تعريفات تحفظ وتلفظ ولا تطبق ، ووقع الانفصام
الكبير بين القول والعمل ومازال هذا الانفصام يزداد حتى أصيب المسلمون
بداء " ا لكلام " الذي أدى إلى هذا التدهور وهذه السطحية في التفكير .
وحتى أصبح القول بلا عمل وكأنه الشيء الطبيعي .
يقول الحسن البصري رحمه الله " إن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة في
الله صدقوا بها وأفضى يقينها إلى قلوبهم ، وما كانوا بأهل جدل ولا
باطل ، فنعتهم الله أحسن نعت " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض
هونا ... " .
يظن بعض الناس أن الخلل هو في قلة المعرفة وقلة العلم فهذا وإن كان
مهماً . ولكن الخلل الأكبر يكمن في ضعف الفعل الأخلاقي ضعف السلوك
المنسجم مع الفطرة ومع أوامر الله سبحانه وتعالى .
فالمعرفة لا تستحق أن تكون ذات شأن إذا لم تؤد إلى فعل هو لمصلحة
الإنسان في الدنيا والآخرة .
إن جمهور الناس يرغبون في رؤية علماء ودعاة يطبقون الإسلام في سلوكهم
اليومي ، يريدون يداً عادلة بين هذا الركام في الجور والفساد ، يداً
حانية وحديثاً من القلب , يريدون رؤية العالم أو الداعية البعيد عن
الترف وعن السعي الدائب للشهرة والظهور ، وإنما همه الدائم هو نفع
الناس فلا يقود الحشود إلا من سار خلف الصفوف .
لماذا لا نتعلم من حديث " ما ذئبان جائعان " ولماذا لا يكون هذا
الحديث منارة تهدي الدعاة حتى لا يسقطوا في مهاوي حب الشهرة أو التمتع
بلذائذ الدنيا ، فإنه لا جريمة أبشع من الطمع والجشع .
العمل الحقيقي هو مشاركة الأمة في معاناتها والتحديات التي تواجهها ،
وليس نشر العظات والنصائح في المؤتمرات والفنادق الفخمة .
اليومي ، يريدون يداً عادلة بين هذا الركام في الجور والفساد ، يداً
حانية وحديثاً من القلب , يريدون رؤية العالم أو الداعية البعيد عن
الترف وعن السعي الدائب للشهرة والظهور..
يعجب بعض الناس بالتفكير المجرد ، خاصة إذا صيغ بعبارات منطقية بارعة
، بل إن هذا التفكير قد يؤدي بهم إلى مايشبه التنويم المغناطيسي
ويستحوذ على عقولهم .
وهذا ما برع به بعض الفلاسفة حين يهولون على الناس بعبارات غامضة
ملتوية تشعر القارئ أن ( الفكر ) ها هنا ، هؤلاء يوصدون عقولهم عن
المعاناة اليومية والواقع الذي يعيشه الناس .
جاء الإسلام ليفتح عصراً جديداً حين ركز على العمل بعد العلم وأن
علماً ليس وراءه عمل ليس في مطالب الإسلام ، وليس هو الذي يضفي
السعادة على الإنسان ، فالعمل هو الذي يرتقى بالإنسان ، وهو الذي من
خلاله يمارس عملية التزكية والتهذيب ، قال تعالى : " إن الذين قالوا
ربنا الله ثم استقاموا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
ويؤكد القرآن على هذا الأمر ، فلا يذكر الإيمان إلا ويذكر العمل
الصالح قال تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون " أي المبالغة في
أدائها والمواظبة عليها حتى تكون صفة لازمة ، فيصير أداء الزكاة فعلاً
لهم يعرفون به .
ويوجه القرآن الإنسان لمعرفة الكون كي يحيا فيه , ويستفيد منه ، وقد
سخره الله له " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف
رفعت ، وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت .. " .
فقه السلف هذه المعاني على أكمل وجه فوجدوا القرآن يعرف الإيمان
بالصفات اللازمة والتي يتكون في مجموعها ، فيقول : " إنما المؤمنون
الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا " " إنما المؤمنون الذين إذا
ذكر الله وجلت قلوبهم ، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى
ربهم يتوكلون ، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، أولئك هم
المؤمنون حقا .. " " قد أفلح المؤمنون .. الآيات "
ثم وجدوه لا يذكر الإيمان في المعارض المختلفة إلا مقروناً بالعمل
الصالح ، ففهموا من القرآن ما هو الإيمان ، وما هي الأعمال الصالحة
،.
أما الخلف فعدلوا عن هذا كله منذ صاروا يفهمون الإيمان من القواعد
التعليمية وفقدوا الذوق والإسترشاد بالسنة ، وكيف يفلح من يِعدل في
تفهم الإيمان في الآيات السابقة إلى قولهم بأن الإيمان هو التصديق وأن
النطق شرط ...
تحول الإيمان إلى تعريفات تحفظ وتلفظ ولا تطبق ، ووقع الانفصام
الكبير بين القول والعمل ومازال هذا الانفصام يزداد حتى أصيب المسلمون
بداء " ا لكلام " الذي أدى إلى هذا التدهور وهذه السطحية في التفكير .
وحتى أصبح القول بلا عمل وكأنه الشيء الطبيعي .
يقول الحسن البصري رحمه الله " إن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة في
الله صدقوا بها وأفضى يقينها إلى قلوبهم ، وما كانوا بأهل جدل ولا
باطل ، فنعتهم الله أحسن نعت " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض
هونا ... " .
يظن بعض الناس أن الخلل هو في قلة المعرفة وقلة العلم فهذا وإن كان
مهماً . ولكن الخلل الأكبر يكمن في ضعف الفعل الأخلاقي ضعف السلوك
المنسجم مع الفطرة ومع أوامر الله سبحانه وتعالى .
فالمعرفة لا تستحق أن تكون ذات شأن إذا لم تؤد إلى فعل هو لمصلحة
الإنسان في الدنيا والآخرة .
إن جمهور الناس يرغبون في رؤية علماء ودعاة يطبقون الإسلام في سلوكهم
اليومي ، يريدون يداً عادلة بين هذا الركام في الجور والفساد ، يداً
حانية وحديثاً من القلب , يريدون رؤية العالم أو الداعية البعيد عن
الترف وعن السعي الدائب للشهرة والظهور ، وإنما همه الدائم هو نفع
الناس فلا يقود الحشود إلا من سار خلف الصفوف .
لماذا لا نتعلم من حديث " ما ذئبان جائعان " ولماذا لا يكون هذا
الحديث منارة تهدي الدعاة حتى لا يسقطوا في مهاوي حب الشهرة أو التمتع
بلذائذ الدنيا ، فإنه لا جريمة أبشع من الطمع والجشع .
العمل الحقيقي هو مشاركة الأمة في معاناتها والتحديات التي تواجهها ،
وليس نشر العظات والنصائح في المؤتمرات والفنادق الفخمة .
مستر مهند- عضو مجتهد
- عدد المساهمات : 368
نقاط : 1144
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
ماما هنا- مدير عام المنتدى
- عدد المساهمات : 4724
نقاط : 29230
تاريخ التسجيل : 07/06/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى