من سلسلة يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلقة الاولى

من سلسلة يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحلقة الاولى
الحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على إمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين . وبعد :

فان غالب الناس في هذا الزمان بين غالٍ وجاف ؛ فمنهم من غلا في الرسول عليه
الصلاة والسلام حتى وصل الأمر إلى الشرك والعياذ بالله من دعاء الرسول
والاستغاثة به ومنهم من غفل عن إتباع هديه وسيرته فلم يتخذها نبراسا لحياته
ومعلما لطريقه .
ورغبة في تقريب سنته ودقائق حياته . لإخواني في هذا المنتدى وغيره .كتبت
هذه السلسلة الميسرة التي لا تفي بكل ذلك ولكنها وقفات ومقتطفات من حياته عليه الصلاة والسلام وشمائله
وسوف اقتصر في ذلك كما ذكرت على ذكر موقف او موقفين فقط او ذكر حديثا أو
حديثين ؛ واترك المجال لكم للزيادة . وذلك لتعم الفائدة وأتيح للجميع
المشاركة
في هذه السلسلة التي أرجو من الله العلي القدير أن ينفعنا بها ؛ وان
يجعلها نبراسا لحيا تنا جميعا ؛ ونورا نهتدي به في طريقنا وحياتنا ... امين

الرحلة :

الرحلة الى حيث بيت الرسول الكريم عليه
الصلاة والسلام ورؤية دقائق حياته ؛ وأسلوب معاملته أمر مشوق للغاية ؛
كيف اذا احتسبنا فيه الأجر . انها عظة وعبرة ؛ وهذه الرحلة رحلة بين الكتب
ورواية على السنة الصحابة ؛ والا فلا يجوز شد الرحال الى قبره ولا بيته عليه الصلاة والسلام ؛ سوى مساجد ذكرها الرسول
عليه الصلاة والسلام بقوله: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) حديث متفق عليه .

صفة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام :

ونحن
نقترب من بيت النبوة ونطرق بابه استئذانا . لندع الخيال يسير مع من رأى
النبي عليه الصلاة والسلام ويصفه لنا وكأننا نراه . لكي نتعرف على طلعته
الشريفة ومحياه الباسم .

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( كان النبي أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ) رواه البخاري.

ومن صفاته الحياء حتى قال عنه أبو سعيد الخدري : ( كان اشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه).
انها صفات موجزة في وصف خلقه وخلقه وقد أكمل له الله عز وجل الخلق والخلق بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم

داخل البيت :

ها هو بيت النبوة من الداخل انه بيت أساسه التواضع ورأس ماله الإيمان .
انظر الى جدرانه خالية من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم . فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير )

اطلق بصرك قليلا لترى بعضا مما كان الرسول يستعمله في حباته اليومية
عن ثابت قال : ( اخرج الينا انس بن مالك قدح خشب غليظا مضببا بحديد( أي
مشدود بضباب من حديد لكي لا يتفرق الخشب ) فقال : ياثابت هذا قدح رسول الله .) رواه الترمذي
وكان يشرب فيه الماء والعسل واللبن .

اما ذلك الدرع الذي كان يلبسه في جهاده وفي معاركه الحربيه وأيام البأس والشدة
فلربما
انه غير موجود ألان في المنزل فقد رهنه عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير
كما قالت ذلك عائشة رضي الله عنها : ومات الرسول صلى الله عليه وسلم ودرعه
مرهونا عند يهودي ) متفق عليه
ولم يكن ليفجأ أهله بغتة يتخونهم ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله وكان يسلم عليهم . ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد.



وتامل بعين فاحصة وقلب واع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع ) رواه الترمذي

والق بسمعك نحو الحديث الأخر العظيم ( من أصبح أمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) رواه الترمذي .