منتديات الأجيال التعليمية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الأجيال التعليمية
منتديات الأجيال التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من سلسلة يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلقة الثالثة

اذهب الى الأسفل

من سلسلة يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلقة الثالثة  Empty من سلسلة يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلقة الثالثة

مُساهمة من طرف ماما هنا الأربعاء 15 أغسطس 2012, 9:20 am



من سلسلة يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلقة الثالثة  15871604158716041577161

معاملة الزوجة


في دوحة الأسرة الصغيرة تبقى الزوجة مربط الفرس وجذع
النخلة والسكن والقرب.


يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: «الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»([1]).


ومن
حسن خلقه وطيب معشره عليه الصلاة والسلام، نجده ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها
ويخبرها خبرًا تطير له القلوب والأفئدة!


قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يومًا: « يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام»([2]).


بل هذا نبي الأمة صلي الله عليه وسلم وأكملها خلقًا وأعظمها منزلة،
يضرب صورًا رائعة في حسن العشرة ولين الجانب ومعرفة الرغبات العاطفية والنفسية
لزوجته، وينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى وامرأة لكي تكون محظية عند زوجها!


قالت عائشة رضي الله عنها: « كنت أشرب وأنا حائض،
فأناوله النبي صلي الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع في فيشرب،
وأتعرق العرق([3]) فيتناوله ويضع فاه على موضع في»([4]).


ولم يكن صلي الله عليه وسلم كما زعم المنافقون واتهمه
المستشرقون بتهم زائفة وادعاءات باطلة.. بل ها هو يتلمس أجمل طرق العشر الزوجية
وأسهلها.


عن عائشة رضي الله عنها: «إن النبي صلي الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى
الصلاة ولم يتوضأ»([5]).


والرسول صلي الله عليه وسلم في مواطن عدة يوضح بجلاء مكانة
المرأة السامية لديه وأن لهن المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة، ها هو صلي الله عليه وسلم يجيب على سؤال عمرو بن العاص رضي
الله عنه ويعلمه أن محبة الزوجة لا تخجل الرجل الناضج السوي القويم.


عن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»([6]).


ولمن أراد بعث السعادة الزوجية في حياته عليه أن يتأمل
حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وكيف كان عليه الصلاة والسلام يفعل معها.


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله صلي الله عليه وسلم من إناء واحد»([7]).


ونبي هذه الأمة صلي الله عليه وسلم لا يترك مناسبة إلا استفاد منها
لإدخال السرور على زوجته وإسعادها بكل أمر مباح.


تقول عائشة رضي الله عنها: خرجت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم
أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: «تقدموا» فتقدموا ثم قال: «تعالي حتى أسابقك» فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى حملت اللحم، وبدنت وسمنت وخرجت معه في بعض
أسفاره فقال للناس «تقدموا» ثم قال: «تعالي أسابقك» فسبقني، فجعل
يضحك ويقول: «هذه
بتلك
»([8]).


إنها مداعبة لطيفة واهتمام بالغ، يأمر القوم أن يتقدموا
لكي يسابق زوجته، ويدخل السرور على قلبها، ثم ها هو يجمع لها دعابة ماضية وأخرى
حاضرة، ويقول: «هذه
بتلك
»!


ومن ضرب في أرض الله الواسعة اليوم وتأمل حال علية القوم
ليعجب من فعله صلي الله عليه وسلم وهو نبي كريم وقائد مظفر وسليل قريش وبني هاشم، في
يوم من أيام النصر قافلاً عائدًا منتصرًا يقود جيشًا عظيمًا، ومع هذا فهو الرجل
الودود اللين الجانب مع زوجاته أمهات المؤمنين، لم تنسه قيادة الجيش ولا طول
الطريق ولا الانتصار في المعركة أن معه زوجات ضعيفات يحتجن منه إلى لمسة حانية
وهمسة صادقة تمسح مشقة الطريق وتزيل تعب السفر!


روى البخاري أنه صلي الله عليه وسلم لما رجع من غزوة خيبر وتزوج صفية
بنت حيي رضي الله عنها كان يدير كساء حول البعير الذي تركبه يسترها به، ثم يجلس
عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.


كان هذا المشهد مؤثرًا يدل على تواضعه صلي الله عليه وسلم، لقد كان صلي الله عليه وسلم وهو القائد المنتصر والنبي المرسل
يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومن مكانته أن يوطئ أكنافه لأهله وأن يتواضع
لزوجته، وأن يعينها ويسعدها.


ومن وصاياه عليه الصلاة والسلام لأمته: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا»([




تعدد الزوجات




تزوج رسول الله صلي الله عليه وسلم إحدى عشرة امرأة، تدثرن باسم
أمهات المؤمنين، ومات عن تسع نساء وياله من شرف عظيم ومنزلة رفيعة حظيت بها تلك
النساء الكريمات، ولقد تزوج الرسول صلي الله عليه وسلم المرأة الكبيرة، والأرملة
والمطلقة والضعيفة، ولم يكن بين تلك الزوجات بكرًا إلا عائشة رضي الله عنها.


تزوج الرسول صلي الله عليه وسلم أمهات المؤمنين وجمع بينهن فكان
مثالاً في العدل والقسمة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول لله صلي الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع
بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها
»([10]).


ومن صور العدل ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:


«كان
للنبي
صلي الله عليه وسلم تسع نسوة، فكان إذا قسم
بينهن لا ينتمي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي
يأتيها، فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده إليها فقالت عائشة: هذه زينب، فكف
النبي
صلي الله عليه وسلم يده»([11]).


وهذا البيت النبوي العظيم لم يكن كذلك لولا ما كان لرسول
الله صلي الله عليه وسلم من توفيق ربه
وإلهامه إياه.


وها هو صلي الله عليه وسلم يشكر ربه قولاً وفعلاً كان صلي الله عليه وسلم يحث نساءه على العبادة ويعينهن
على ذلك امتثالاً لأمر الله عز وجل:}وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ
رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى
{([12]).


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلي الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة
على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني
»([13]).


وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أمر قيام الليل وإعانة الزوج
والزوجة لبعضهما حتى تأخذ منحى جميلاً في نضح الماء من الزوج أو الزوجة لا فرق. عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها
الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في
وجهه الماء
»([14]).


ومن كمال المسلم والتزامه بدينه، اعتناؤه بمظهره الخارجي
إتمامًا لصفاء داخله ونقائه.


كان عليه الصلاة والسلام طاهر القلب نظيف البدن طيب
الرائحة يجب السواك ويأمر به قال صلي الله عليه وسلم: «لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»([15]).


وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا قام من النوم يشوص([16])، فاه بالسواك([17]).


وعن شريح بن هاني قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: بأي
شيء كان يبدأ النبي صلي الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك([18]).


فما أجملها من نظافة واستعداد لاستقبال أهل البيت!


وكان صلي الله عليه وسلم يقول عند دخول المنزل: «بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى ربنا
توكلنا، ثم يسلم على أهله
»([19]).


وليهنأ أهل بيتك بالدخول بالنظافة والبدء بالسلام، ولا
تكن أخي المسلم ممن استبدل هذا بالعتاب واللوم والتقريع.




([1]) صحيح الجامع الصغير.

([2]) متفق عليه.

([3]) أي آخذ ما على العظم من اللحم.

([4]) رواه مسلم.

([5]) رواه أبو داود والترمذي.

([6]) متفق عليه.

([7]) رواه البخاري.

([8]) رواه أحمد.

([9]) رواه مسلم.

([10]) رواه الترمذي.

([11]) رواه مسلم.


([12]) سورة طه 132.

([13]) متفق عليه.

([14]) متفق
عليه.

([15]) رواه أحمد.

([16]) رواه مسلم.

([17]) الشوص: الدلك.

([18]) رواه مسلم.

([19]) رواه مسلم.




ماما هنا
ماما هنا
مدير عام المنتدى

انثى عدد المساهمات : 4724
نقاط : 29230
تاريخ التسجيل : 07/06/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى