اخر الاخبار المصرية اليوم : حامد أبوطالب : غياب العدل ينذر بثورة جديدة

حذر الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ولى الأمر من عدم
إقامة العدل بين الناس، مؤكدا أن الظلم ما زال سائدا فى ربوع الوطن، ولفت
د. أبوطالب إلى أن استمرار الأوضاع وعدم إقرار العدل ينذران بحدوث ثورة
جديدة فى البلاد، خاصة أن الثورة لم تقم العدل حتى الآن وما زالت معاناة
المواطنين من الظلم مستمرة.
* ما أهمية قيمة العدل لبنى البشر؟
- العدل قيمة من قيم السماء التى أمر الله، سبحانه وتعالى، بها عباده وأمر
كل إنسان أن يكون عادلا مع نفسه ومع الآخرين، ومن هنا فالواجب على كل إنسان
أن يقيم العدل كيفما كان، سواء فى معاملة الزوج مع زوجته أو مع أبنائه أو
جيرانه أو مع أبيه أو الزوجة مع زوجها أو مع الناس، وإذا كان هذا واجبا على
الشخص العادى فهو أوجب على ولى الأمر.
* ما مسئولية الحاكم فى هذا الصدد؟
- مسئولية الحاكم وأولياء الأمور فى إقامة العدل أمام الله عظيمة، وبالتالى
لا بد أن يسود العدل بين الراعى والرعية فى كل الأمور، صغيرها وكبيرها،
وهو الأساس المتين الذى تبنى عليه الأمم والمجتمعات؛ لأن الظلم يؤدى إلى
هلاك الأمم؛ فمن أهم أسباب زوال الأمم السابقة انتشار الظلم فيما بينها.
* ما تاثير غياب العدل فى مصر؟
- طبعا ما وقع فى مصر مؤخرا يؤكد غياب العدل.. إن الظلم من أهم الأسباب
التى عجلت بالثورة؛ فهناك ظلم فى التعيينات؛ فلم يعيَّن إلا أهل الثقة وذوو
الأيادى القوية والقادرون، أما عامة الشعب فهم بعيدون عن الالتحاق
والتعيين بالشرطة والحربية والقضاء وسائر الوظائف المتميزة.- التفاوت فى
المرتبات والالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة من أبشع الصور
* حتى الأمر وصل إلى التفاوت فى الدخول!
- نعم، الظلم يسود فى متوسط الدخول بين الأفراد؛ فإذا كان شخصان يحملان
مؤهلا واحدا والأول يتقاضى راتبا يصل إلى عشرات الآلاف والثانى لا يجد
وظيفة بـ150 جنيها فهذا ظلم بيّن؛ مما أثار النفوس وأدى إلى كثرة عدد
المظلومين فكانوا يضحون بحياتهم وصار الموت أشرف لهم من عيشهم تعساء
مظلومين.
* ما المطلوب من الحاكم حاليا؟
- إذا لم ينتبه ولى الأمر إلى إقامة العدل والحق والتسوية بين الناس قدر
الإمكان ستندلع ثورة أخرى، فلا تزال آثار الظلم قابعة فى ربوع الوطن ولم
تتمكن الثورة من تحقيق خطوة واحدة فى هذا المجال.
* ما دليلك على ذلك؟
- قريبا يدخل موعد الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة ومع ذلك يأخذون
الحاصلين على أدنى الدرجات ويتركون المتفوقين بدعوى ضعف مستواهم الاجتماعى،
وهكذا يسول لهم الشيطان أى سبب لظلم أبناء الشعب.
* ما عقوبة ترك العدل وظلم الناس؟
- الظلم كبيرة من الكبائر وسيلقون جزاءهم فى الدنيا بزوال ملكهم وزوال
سطوتهم بالضعف وبالأمراض وبالفقر؛ فجنود الله تعالى كثيرة يحقق بها جزاء
الدنيا، أما فى الآخرة فأمرهم إلى الله وإن كان قد وعدهم بالعذاب الشديد.