قوة الشخصية
صفحة 1 من اصل 1
قوة الشخصية
سئلت
فردت بكلمة رائعة جمعت فيها صفات شخصية النبي الكريم، قالت:
(كان خُلُقُهُ القرآن)
الخوف والحزن
علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أهم شيء في قوة الشخصية هو عدم الخوف،
يعتبر العلماء أن أفضل طريقة للقضاء على الخوف أن تواجه ما تخاف منه. فلا
المواجهة تتطلب شيئاً من القوة، إذن العملية عكسية.
يؤكد العلماء على ضرورة أن يظهر الإنسان بمظهر الإنسان الواثق من نفسه فلا
انطباعاً بالضعف لدى الآخرين. إذن هنالك تأكيد من قبل العلماء على ضرورة
هذا
هي الآيات التي تتحدث عن الخوف ونجد تأكيداً من الله تعالى على أن المؤمن
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ *الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمُ الْبُشْرَى فِي
اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
والسؤال: لماذا تحدث الله عن الخوف بصيغة الاسم
(لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)
؟ لنتأمل هذه الأشياء:
- الآثار والنتائج التي يسببها الخوف أكبر من تلك التي يسببها الحزن، ولذلك قدَّم الله ذكر الخوف على ذكر الحزن في الآية الكريمة.
- لا خوف ...... عليهم : الخوف أولاً ثم (عليهم). للدلالة على سرعة الشعور بالخوف، وهو أجزاء من الثانية. أي أن الخوف هو عمل فجائي مباغت، وهذا ما يقوله العلم.
-
اللحظة، والمستقبل مجهول بينما الماضي معلوم والإنسان يهتم بمعرفة المستقبل
جاء ذكر الحزن ليطمئن المؤمن على ماضيه وحاضره وبالتالي شمل جميع الأزمنة!
أينما ذكر الخوف والحزن في القرآن نجد الخوف يتقدم على الحزن لهذه
أحصى كل شيء عدداً.
المؤمن الذي يعود نفسه على الخوف من الله تعالى، فلا يخاف أي شيء آخر.
الله وتتذكر قوته وعظمته وتقارن ذلك بقوة الشخص الذي تخاف منه وحدوده،
الإنسان أكثر قدرة على المواجهة وبالتالي تجعله أكثر قدرة على درء
يقول
خلال التأمل والتفكير والاسترخاء. فيمكنك أن تجلس وتسترخي وتتذكر عواقب
سيجعل عقلك الباطن أكثر ميولاً لعدم الخوف، وبالتالي سوف تشعر بالقوة من
وهذا ما فعلته الآية الكريمة، فقد تحدثت عن ضرورة عدم الخوف، وأعطتنا الطريق لذلك من خلال التقوى ()لَهُمُ الْبُشْرَى.
تقياً فذلك يعني أن علاقتك بالله تعالى ممتازة، ولذلك فسوف تحصل على القوة
الحب والسيطرة
كثير من الناس ويعتقدون أن السيطرة على الآخرين إنما تكون بالعنف والقوة،
أو يخافون منك، ولكن بمجرد أن تغيب يحتقرونك. وهذه سيطرة سلبية لأنها لا
وهنالك
إلا بالمحبة، وأن تجعل الآخرين يطيعونك بمحض إرادتهم وبكل طواعية وانقياد.
والعقول، ولكن كيف ذلك؟
من
ومشاكلهم، وهذه تكسبك قوة واحتراماً في قلوب هؤلاء. كذلك يجب عليك أن تتعلم
ويقول العلماء إن أفضل طريقة للقضاء على التسرع أو الانفعال أن تكون متسامحاً، ولذلك يقول تعالى:
فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى: 40]
()
أي أن الصبر والعفو والتسامح، هو من الأشياء التي تعطي قوة في العزيمة وهذا ما ينعكس على قوة الشخصية.
هنالك صفة مهمة وضرورية لتكون شخصيتك قوية وهي أن تتعلم كيف تكسب ثقة
()
فالصدق
الناس، أو تكون صادقاً لأجل الله تعالى. ففي الحالة الأولى لا تكسب أي أجر
لك وتعاملهم معك وثقتهم بك.
إذا كان صدقك من أجل الله، فإنك تكسب أجر الدنيا وأجر الآخرة، في الدنيا
الأنبياء والصدّيقين والصالحين.
إذا
يعني أن القوة تسكن في أعماق الإنسان، أي في عقله الباطن، فإذا ما تمكنت من
وقراراتك حاسمة وبالتالي تمتلك شخصية مميزة، ولكن كيف نبرمج العقل الباطن
هنالك
وتستمر على ذلك لفترة من الزمن، فإن العقل الباطن سيستجيب لهذا الأمر
برمجته على تعاليم القرآن الكريم، وهكذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة
إن
على العقل الباطن، وبخاصة إذا كانت عملية الحفظ مترافقة بالفهم والتدبر
()
هذه
عقلنا الباطن سيوقن بأن القوة والعزة والكرامة لا يمكن أن تكون خارج كتاب
فالعزة
فإن سلوكنا سيتغير بالكامل، لن يكون هنالك أي خوف من أي مخلوق، لأننا
بكل أحاسيسنا وعواطفنا فهذه هي القوة الحقيقية.
الحياة عبارة عن مجموعة من المواجهات، قد تكون ناجحة أو تكون فاشلة. ويكفي
قوله تعالى:
إِنْ
ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
)
،
سيعيننا ويكون بجانبنا في مواجهة أي مشكلة، فقد تكون مشاكل الحياة أكثر
والعجيب
الجانب الإيجابي. فهنالك نصر وهنالك خذلان وكلاهما بأمر الله وإرادته،
كل شيء، فإن الله سينصرك وسيحلّ لك مشاكلك، وهذه الثقة تشكل كما يقول
أدرك قوتك الحقيقة
العلماء أن القوى الموجودة في الإنسان كبيرة وهائلة، ولا نستخدم منها إلا
التركيز والتفكير ولديه كمية كبيرة من الذكاء، ولكنه نادراً ما يستخدمها.
فإذا
الكفاية لمواجهة أي مشكلة أو أزمة بثقة ونجاح. لذلك يجب أن تتعرف على هذه
الناجحين في الحياة، وتعتقد أنه بإمكانك أن تكون مثلهم.
منذ سنوات وأنا في الجامعة وقد كُلفتُ بإلقاء محاضرة بسيطة لمدة ربع ساعة،
وجدت نفسي أتحدث عدة جمل ثم اختلطت الأفكار عندي ولم أعد أعرف كيف أكمل أو
جداً، وقد فشلت المحاضرة.
بعد ذلك "وبعدما تطورت معرفتي بنفسي" طُلب مني أن أقوم بشرح نظريتي في
سيُعرض على لجان علمية وشرعية وهو على قدر من الأهمية، والمنطق يفرض أن
ولكن
طويلة وأتحدث فيها عن أشياء مهمة وأن هذا الأمر سهل جداً بالنسبة لي، وكانت
أكثر من ساعتين!!
لم يتغير شيء سوى أنني أدركت أن القوى موجودة في داخلي وتحتاج لمن يحررها
من القيام بأي عمل مهما كان صعباً فما علينا إلا أن نظن ونعتقد ونوقن أنه
قوة اللغة
اللغة هي الوسيلة الأساسية للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم. ولذلك فهي
كبيراً في إعادة برمجة المعتقدات والأفكار.
يعاني كثير من الناس من مشكلة التعبير بدقة عما يريدون. فقد تجد شخصاً
أو ربما ينسى ما يريد قوله أو يتردد في هذا القول، فما هي الطريقة المناسبة
بعد
أتردد في قول العبارات الكثيرة، وأحياناً أرتبك في بعض المواقف. وعندها لم
وجدتُ طريقة رائعة لامتلاك اللغة السليمة والقوية وهي حفظ القرآن الكريم.
بدأتُ ألاحظ على نفسي وأنا أحفظ القرآن وأكرر آياته أن لساني أصبح أكثر
تعالى هو القائل: ()
إذن القرآن يقوّم أي خلل تعاني منه، وهذا الكلام عن تجربة مؤكدة.
أظن بأن البرمجة التي فطر الله الناس عليها موجودة في القرآن الكريم،
الطبيعية التي خلقك الله عليها، وإذا سألت أي إنسان يحفظ القرآن يستطيع أن
وأخيراً
تلاحظ لا يوجد شيء اكتشفه العلماء حول قوة الشخصية إلا وقد سبقهم القرآن
القرآن بتدبّر، وتعمل بما قرأت، وهذه هي أقصر طريق لتحظى بسعادة الدنيا
نغيره باتجاه الأفضل، ويجب أن تعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، وعليك أن
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
فاخر الكيالي
ماما هنا- مدير عام المنتدى
- عدد المساهمات : 4724
نقاط : 29230
تاريخ التسجيل : 07/06/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى