شخصيات لها تاريخ ( مارتن لوثر كينج ) رجل حلم بالمساواة ومات في سبيلها
صفحة 1 من اصل 1
شخصيات لها تاريخ ( مارتن لوثر كينج ) رجل حلم بالمساواة ومات في سبيلها
شخصيات لها تاريخ ( مارتن لوثر كينج ) رجل حلم بالمساواة ومات في سبيلها
مناضل أمريكي ضد العنصرية حظى بشعبية كبيرة وارتبط اسمه بالدعوة للحرية
ونبذ العنصرية، فاستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام، وتمر ذكرى ميلاد
مارتن لوثر كينج في 15 يناير لنتذكر أحلامه والتي قال عنها "إنني أحلم
اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس
بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
وربما لو كان كينج حياً إلى يومنا هذا ورأى باراك أوباما يصعد ليحتل منصب
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لغمرته السعادة لكون حلمه قد تحقق أخيراً
وتم القضاء على العنصرية فها هو أمريكي إفريقي أسود يتولى رئاسة نفس الدولة
التي وقف فيها مارتن لوثر مدافعاً عن حرية وحقوق المواطن الأسود.
عنصرية منذ الطفولة
ولد مارتن لوثر كينج في الخامس عشر من يناير 1929م وتم اغتياله في الرابع
عشر من إبريل 1968 وما بين الميلاد والوفاة حياة حافلة قضاها لوثر مجاهداً
ومدافعاً عن حقوق الأفارقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولد لوثر بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية وتمتد جذوره إلى القارة
الإفريقية، عمل والده راعياً في الكنيسة المعمدانية بأتلانتا، وكان أحد
المشاركين في حركة نضال الأفارقة للدفاع عن حقوقهم، وحقوق الأقليات، هذا
الأب الذي أكمل مسيرته الابن بعد ذلك فظل مارتن يجاهد حتى أخر حياته من أجل
تحقيق المساواة والدفاع عن حقوقه وحقوق غيره من الأفارقة والأقليات.
مارتن مع زوجته وأولاده
ترسخ الشعور بالتفرقة العنصرية في عقل مارتن منذ الصغر والذي استشعره في كل
شيء من حوله، فهو كطفل أسود يحرم عليه اللعب مع أقرانه من الأطفال البيض،
بناء على توجيهات الأمهات البيض، ومن هنا كانت البداية فبدأ مارتن يفهم كيف
تسير الأوضاع في دولة جلب أجداده إليها لكي يعملوا كعبيد للرجل الأبيض،
فلا توجد مساواة أو حرية أو حقوق للمواطن الأسود.
وعلى الرغم من ذلك ناضل مارتن ليحقق لنفسه اسم في هذه الحياة، فاجتاز
مراحله الدراسية بنجاح ثم التحق بمدرسة "بوكر واشنطن" الثانوية، وكان تفوقه
فيها سبباً في التحاقه بالجامعة في عام 1942، فدرس بكلية "مور هاوس"،
وتخرج منها عام 1948 حاصلاً على شهادته في الآداب ومتخصصاً في علم
الاجتماع، وكان حينها في التاسعة عشر من عمره، وقد عمل مارتن كمساعد في
كنيسة أبيه في عام 1947.
واصل مارتن دراسته فالتحق بالمدرسة اللاهوتية في بنسلفانيا ودرس بها ثلاث
سنوات وحصل منها على شهادته العلمية، تبع ذلك حصوله على درجة الدكتوراه في
الفلسفة من جامعة بوسطن 1955.
وفي بوسطن تزوج مارتن من كوريتا سكوت، التي أنجب منها أبناؤه الأربعة.
بداية النضال
لاقى المواطنين السود في أمريكا كافة أشكال الاحتقار والإذلال فكانت
الأولوية للبيض في كافة الأمور، ففي وسائل النقل تخصص لهم أماكن معينة
للجلوس، وفي باقي المعاملات الحياتية يقيدوا بقوانين معينة لا يستطيع أحد
منهم تجاوزها وإلا ألقي القبض عليه.
بدأت شرارة النضال تشتعل بعد أن ضاق الأفارقة من كثرة الظلم والاضطهاد
اللذين عانوا منهم، وتمثل احد أشكال الاضطهاد عندما رفضت سيدة سوداء تدعى
روزا باركس التخلي عن مقعدها في الحافلة لرجل أبيض فألقت الشرطة القبض
عليها بتهمة مخالفة القوانين.
هب لوثر للنضال من أجل الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطن الأسود ولكنه لم
يتخذ من العنف وسيلة في سبيل الوصول لهدفه، بل سار على نهج الزعيم الهندي
غاندي "الساتيا جراها" أو مبدأ اللاعنف أو المقاومة السلمية، والذي يعد
وسيلة للضغط السلمي فيدعو هذا المبدأ إلى المقاطعة والاعتصام والامتناع عن
الطعام أو العصيان المدني، وهو ما كان حيث دعا لوثر إلى مقاطعة لشركة
الحافلات والتي يمثل الأمريكان الزنوج نسبة كبيرة من ركابها مما كان له
بالغ الأثر على إيراداتها والتي تقلصت كثيراً، ودامت هذه المقاطعة حوالي
382 يوم، إلى أن أصدرت المحكمة العليا بأمريكا في 21 ديسمبر 1956 قرارها
بعدم دستورية القوانين التي تعزل المواطنين السود في وسائل النقل، وأنه يجب
أن يستقل المواطنين السود والبيض الحافلات على قدم المساواة.
وكان هذا أول انتصار حققه مارتن في حربه السلمية ضد التفرقة العنصرية، وفي
سبيل ذلك تم اعتقاله أكثر من مرة وتعرض منزله للهجوم، ولكن في المقابل برز
دوره كزعيم للزنوج.
من معركة لأخرى
انتقل كينج إلى معركة أخرى وهي حق المواطنين الأمريكان من ذوي الأصول
الإفريقية في الانتخاب، فقام بمهاجمة كل من الحزب الجمهوري والديمقراطي في
إحدى خطاباته مطالباً بحق السود الانتخابي، ونجح مارتن من تحقيق النجاح في
هذه الجولة أيضاً فتم تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان الأفارقة في سجلات
الناخبين في الجنوب.
في عام 1957 تم انتخابه رئيسا لمؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية، وهي منظمة
تدعم حركة الحقوق المدنية، وهي منظمة أخذت مثلها العليا من المبادئ
المسيحية، وحصل مارتن في نفس العام وهو في السابعة والعشرين من عمره على
ميدالية "سينجارن" والتي تمنح سنوياً للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في
مواجهة العلاقات العنصرية، وبحصوله عليها أصبح أصغر الأشخاص وأول قس يحصل
على هذه الميدالية.
مظاهرات غاضبة
دعا مارتن للقيام بسلسلة من المظاهرات في برمنجهام أملاً في تغيير الأوضاع
السائدة من عنصرية واضطهاد للسود، فقامت أولى مظاهراته الرمزية في الطريق
العام، ولم تمر هذه المظاهرة بسلام فما لبث أن اقتحم رجال الشرطة المظاهرة
بالعصي والكلاب البوليسة ووقعت الكثير من الاشتباكات بين الزنوج ورجال
الشرطة البيض.
وعقب المظاهرة صدر أمر قضائي بمنع المظاهرات والاعتصامات وكافة أشكال
الاحتجاج، فهب كينج معارضاً الحكم القضائي وقاد مظاهرة في برمنجهام وسار
خلفه مئات المتظاهرين يرددون هتاف "حلت الحرية ببرمنجهام"، فتم إلقاء القبض
عليه وأودع سجنا انفرادياً.
عقب خروجه من السجن استمر مارتن في تنظيم المظاهرات محاولاً تشكيل ضغط على
البيض من أجل الجلوس للتفاوض، وبالفعل اجتمع الطرفين معاً وتم الاتفاق على
عدة بنود منها إلغاء التفرقة وإقامة نظام عادل والإفراج عن المتظاهرين، إلا
أن هذا الاتفاق لم يُفعل فقامت بعض الأفراد بإلقاء القنابل على منازل
القادة الزنوج، ووقعت العديد من المصادمات، وتم إعلان حالة الطوارئ.
أعظم ثورات الحرية
وجاء عام 1963 ليشهد واحدة من أكبر الثورات التي شهدتها أمريكا فتجمع حوالي
250 ألف شخص منهم حوالي 60 ألف شخص من البيض واتجهوا نحو نصب لينكولن
التذكاري للمطالبة بحقوقهم المدنية، وشهدت هذه المظاهرة إلقاء مارتن لأروع
خطبه وأكثرها قوة " لدي حلم" وقال فيها "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي
الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم،
ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم"، ووصف مارتن كينج المتظاهرين كما لو أنهم
تجمعوا لاقتضاء دين مستحق لهم ولم تف أمريكا بسداده، وبدلاً من أن تفي بما
تعهدت به أعطت الزنوج شيكاً بدون رصيد أعيد وكتب به إن الرصيد لا يكفي
لصرفه.
طعنة أخرى سددت في قلب الحرية عندما ألقيت قنبلة على الكنيسة المعمدانية
التي تزخر بتلاميذ من الزنوج يوم الأحد بمدينة برمنجهام، وحاول مارتن بأقصى
جهد منع تفجر العنف عقب هذا الحادث البشع.
وخلال 11 عام ما بين 1957- 1968 لم يهدأ مارتن كينج في الدفاع عن الحقوق
المدنية للزنوج الأمريكان، سافر فيها لأكثر من منطقة وألقى العديد من
الخطب، وكانت له مشاركات فعالة في أي منطقة يوجد بها ظلم أو مظاهر
للاحتجاج، وألف خمس كتب، وكتب العديد من المقالات، وقاد مظاهرات ضخمة جذبت
اهتمام العالم كله، كما ألقي القبض عليه حوالي 20 مرة، وتعرض للاعتداء أكثر
من أربع مرات.
وظل كينخ لأخر يوم في حياته حاملاً على كاهليه قضايا الزنوج ومشاكلهم مثل
قضايا الفقر وأهمية إعادة توزيع الدخول بشكل عادل، والعنصرية والتفريق بين
الرجل الأبيض والأسود.
تكريم وجوائز
نتيجة لجهود كينج في الدفاع عن الحرية والمساواة منحته مجلة "التايم"
الأمريكية لقب رجل العام فكان أول زنجي يحصل على هذا اللقب وذلك عام 1963،
وشهد عام 1964 حصوله على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، وكان بذلك
أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة وهو في الخامسة والثلاثين من عمره،
والتي تبرع بقيمتها وتقدر بـ 54.123 دولار لدعم حركة الحقوق المدنية.
كما تم منحه درجة الدكتوراة الفخرية خمس مرات، ولم يصبح مجرد رمز لقائد
الأمريكان السود، بل أصبح مثل عالمي في الدفاع عن الحرية ونبذ العنصرية.
كما تم تكريمه من قبل الأمريكيين بإقامة نصب تذكاري له بالقرب من نصب لينكولن التذكاري والذي شهد إلقاء مارتن لأروع خطبه "لدي حلم".
اغتيال
مقبرة مارتن لوثر كينج
تعرض مارتن للعديد من محاولات الاغتيال والتي لم تنجح أي منها في النيل منه
وكانت واحدة منهم على يد إحدى السيدات في 19 سبتمبر 1957، عندما حاولت
طعنة بفتاحة خطابات، وكاد مارتن أن يفقد حياته على إثرها، ولكن قدر له أن
يحيا ليستمر في مقاومته للعنصرية.
ثم جاءت النهاية بولاية ممفيس في مساء الرابع من إبريل 1968 عندما تم
اغتياله بطلقات رصاص أطلقها عليه أحد المتعصبين يدعى جيمس ارل راي أثناء
وجوده في شرفة فندقه، وذلك أثناء تواجده بممفيس لتأييد إضراب" جامعي
النفايات".
وحكم على القاتل بالسحن 99عاماً، وقد أفادت التحقيقات بعد ذلك عن هذا
الاغتيال ربما يكون مدبراً وان جيمس راي ما هو إلا مجرد أداة لتنفيذ
الاغتيال
مناضل أمريكي ضد العنصرية حظى بشعبية كبيرة وارتبط اسمه بالدعوة للحرية
ونبذ العنصرية، فاستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام، وتمر ذكرى ميلاد
مارتن لوثر كينج في 15 يناير لنتذكر أحلامه والتي قال عنها "إنني أحلم
اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس
بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
وربما لو كان كينج حياً إلى يومنا هذا ورأى باراك أوباما يصعد ليحتل منصب
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لغمرته السعادة لكون حلمه قد تحقق أخيراً
وتم القضاء على العنصرية فها هو أمريكي إفريقي أسود يتولى رئاسة نفس الدولة
التي وقف فيها مارتن لوثر مدافعاً عن حرية وحقوق المواطن الأسود.
عنصرية منذ الطفولة
ولد مارتن لوثر كينج في الخامس عشر من يناير 1929م وتم اغتياله في الرابع
عشر من إبريل 1968 وما بين الميلاد والوفاة حياة حافلة قضاها لوثر مجاهداً
ومدافعاً عن حقوق الأفارقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولد لوثر بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية وتمتد جذوره إلى القارة
الإفريقية، عمل والده راعياً في الكنيسة المعمدانية بأتلانتا، وكان أحد
المشاركين في حركة نضال الأفارقة للدفاع عن حقوقهم، وحقوق الأقليات، هذا
الأب الذي أكمل مسيرته الابن بعد ذلك فظل مارتن يجاهد حتى أخر حياته من أجل
تحقيق المساواة والدفاع عن حقوقه وحقوق غيره من الأفارقة والأقليات.
مارتن مع زوجته وأولاده
ترسخ الشعور بالتفرقة العنصرية في عقل مارتن منذ الصغر والذي استشعره في كل
شيء من حوله، فهو كطفل أسود يحرم عليه اللعب مع أقرانه من الأطفال البيض،
بناء على توجيهات الأمهات البيض، ومن هنا كانت البداية فبدأ مارتن يفهم كيف
تسير الأوضاع في دولة جلب أجداده إليها لكي يعملوا كعبيد للرجل الأبيض،
فلا توجد مساواة أو حرية أو حقوق للمواطن الأسود.
وعلى الرغم من ذلك ناضل مارتن ليحقق لنفسه اسم في هذه الحياة، فاجتاز
مراحله الدراسية بنجاح ثم التحق بمدرسة "بوكر واشنطن" الثانوية، وكان تفوقه
فيها سبباً في التحاقه بالجامعة في عام 1942، فدرس بكلية "مور هاوس"،
وتخرج منها عام 1948 حاصلاً على شهادته في الآداب ومتخصصاً في علم
الاجتماع، وكان حينها في التاسعة عشر من عمره، وقد عمل مارتن كمساعد في
كنيسة أبيه في عام 1947.
واصل مارتن دراسته فالتحق بالمدرسة اللاهوتية في بنسلفانيا ودرس بها ثلاث
سنوات وحصل منها على شهادته العلمية، تبع ذلك حصوله على درجة الدكتوراه في
الفلسفة من جامعة بوسطن 1955.
وفي بوسطن تزوج مارتن من كوريتا سكوت، التي أنجب منها أبناؤه الأربعة.
بداية النضال
لاقى المواطنين السود في أمريكا كافة أشكال الاحتقار والإذلال فكانت
الأولوية للبيض في كافة الأمور، ففي وسائل النقل تخصص لهم أماكن معينة
للجلوس، وفي باقي المعاملات الحياتية يقيدوا بقوانين معينة لا يستطيع أحد
منهم تجاوزها وإلا ألقي القبض عليه.
بدأت شرارة النضال تشتعل بعد أن ضاق الأفارقة من كثرة الظلم والاضطهاد
اللذين عانوا منهم، وتمثل احد أشكال الاضطهاد عندما رفضت سيدة سوداء تدعى
روزا باركس التخلي عن مقعدها في الحافلة لرجل أبيض فألقت الشرطة القبض
عليها بتهمة مخالفة القوانين.
هب لوثر للنضال من أجل الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطن الأسود ولكنه لم
يتخذ من العنف وسيلة في سبيل الوصول لهدفه، بل سار على نهج الزعيم الهندي
غاندي "الساتيا جراها" أو مبدأ اللاعنف أو المقاومة السلمية، والذي يعد
وسيلة للضغط السلمي فيدعو هذا المبدأ إلى المقاطعة والاعتصام والامتناع عن
الطعام أو العصيان المدني، وهو ما كان حيث دعا لوثر إلى مقاطعة لشركة
الحافلات والتي يمثل الأمريكان الزنوج نسبة كبيرة من ركابها مما كان له
بالغ الأثر على إيراداتها والتي تقلصت كثيراً، ودامت هذه المقاطعة حوالي
382 يوم، إلى أن أصدرت المحكمة العليا بأمريكا في 21 ديسمبر 1956 قرارها
بعدم دستورية القوانين التي تعزل المواطنين السود في وسائل النقل، وأنه يجب
أن يستقل المواطنين السود والبيض الحافلات على قدم المساواة.
وكان هذا أول انتصار حققه مارتن في حربه السلمية ضد التفرقة العنصرية، وفي
سبيل ذلك تم اعتقاله أكثر من مرة وتعرض منزله للهجوم، ولكن في المقابل برز
دوره كزعيم للزنوج.
من معركة لأخرى
انتقل كينج إلى معركة أخرى وهي حق المواطنين الأمريكان من ذوي الأصول
الإفريقية في الانتخاب، فقام بمهاجمة كل من الحزب الجمهوري والديمقراطي في
إحدى خطاباته مطالباً بحق السود الانتخابي، ونجح مارتن من تحقيق النجاح في
هذه الجولة أيضاً فتم تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان الأفارقة في سجلات
الناخبين في الجنوب.
في عام 1957 تم انتخابه رئيسا لمؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية، وهي منظمة
تدعم حركة الحقوق المدنية، وهي منظمة أخذت مثلها العليا من المبادئ
المسيحية، وحصل مارتن في نفس العام وهو في السابعة والعشرين من عمره على
ميدالية "سينجارن" والتي تمنح سنوياً للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في
مواجهة العلاقات العنصرية، وبحصوله عليها أصبح أصغر الأشخاص وأول قس يحصل
على هذه الميدالية.
مظاهرات غاضبة
دعا مارتن للقيام بسلسلة من المظاهرات في برمنجهام أملاً في تغيير الأوضاع
السائدة من عنصرية واضطهاد للسود، فقامت أولى مظاهراته الرمزية في الطريق
العام، ولم تمر هذه المظاهرة بسلام فما لبث أن اقتحم رجال الشرطة المظاهرة
بالعصي والكلاب البوليسة ووقعت الكثير من الاشتباكات بين الزنوج ورجال
الشرطة البيض.
وعقب المظاهرة صدر أمر قضائي بمنع المظاهرات والاعتصامات وكافة أشكال
الاحتجاج، فهب كينج معارضاً الحكم القضائي وقاد مظاهرة في برمنجهام وسار
خلفه مئات المتظاهرين يرددون هتاف "حلت الحرية ببرمنجهام"، فتم إلقاء القبض
عليه وأودع سجنا انفرادياً.
عقب خروجه من السجن استمر مارتن في تنظيم المظاهرات محاولاً تشكيل ضغط على
البيض من أجل الجلوس للتفاوض، وبالفعل اجتمع الطرفين معاً وتم الاتفاق على
عدة بنود منها إلغاء التفرقة وإقامة نظام عادل والإفراج عن المتظاهرين، إلا
أن هذا الاتفاق لم يُفعل فقامت بعض الأفراد بإلقاء القنابل على منازل
القادة الزنوج، ووقعت العديد من المصادمات، وتم إعلان حالة الطوارئ.
أعظم ثورات الحرية
وجاء عام 1963 ليشهد واحدة من أكبر الثورات التي شهدتها أمريكا فتجمع حوالي
250 ألف شخص منهم حوالي 60 ألف شخص من البيض واتجهوا نحو نصب لينكولن
التذكاري للمطالبة بحقوقهم المدنية، وشهدت هذه المظاهرة إلقاء مارتن لأروع
خطبه وأكثرها قوة " لدي حلم" وقال فيها "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي
الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم،
ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم"، ووصف مارتن كينج المتظاهرين كما لو أنهم
تجمعوا لاقتضاء دين مستحق لهم ولم تف أمريكا بسداده، وبدلاً من أن تفي بما
تعهدت به أعطت الزنوج شيكاً بدون رصيد أعيد وكتب به إن الرصيد لا يكفي
لصرفه.
طعنة أخرى سددت في قلب الحرية عندما ألقيت قنبلة على الكنيسة المعمدانية
التي تزخر بتلاميذ من الزنوج يوم الأحد بمدينة برمنجهام، وحاول مارتن بأقصى
جهد منع تفجر العنف عقب هذا الحادث البشع.
وخلال 11 عام ما بين 1957- 1968 لم يهدأ مارتن كينج في الدفاع عن الحقوق
المدنية للزنوج الأمريكان، سافر فيها لأكثر من منطقة وألقى العديد من
الخطب، وكانت له مشاركات فعالة في أي منطقة يوجد بها ظلم أو مظاهر
للاحتجاج، وألف خمس كتب، وكتب العديد من المقالات، وقاد مظاهرات ضخمة جذبت
اهتمام العالم كله، كما ألقي القبض عليه حوالي 20 مرة، وتعرض للاعتداء أكثر
من أربع مرات.
وظل كينخ لأخر يوم في حياته حاملاً على كاهليه قضايا الزنوج ومشاكلهم مثل
قضايا الفقر وأهمية إعادة توزيع الدخول بشكل عادل، والعنصرية والتفريق بين
الرجل الأبيض والأسود.
تكريم وجوائز
نتيجة لجهود كينج في الدفاع عن الحرية والمساواة منحته مجلة "التايم"
الأمريكية لقب رجل العام فكان أول زنجي يحصل على هذا اللقب وذلك عام 1963،
وشهد عام 1964 حصوله على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، وكان بذلك
أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة وهو في الخامسة والثلاثين من عمره،
والتي تبرع بقيمتها وتقدر بـ 54.123 دولار لدعم حركة الحقوق المدنية.
كما تم منحه درجة الدكتوراة الفخرية خمس مرات، ولم يصبح مجرد رمز لقائد
الأمريكان السود، بل أصبح مثل عالمي في الدفاع عن الحرية ونبذ العنصرية.
كما تم تكريمه من قبل الأمريكيين بإقامة نصب تذكاري له بالقرب من نصب لينكولن التذكاري والذي شهد إلقاء مارتن لأروع خطبه "لدي حلم".
اغتيال
مقبرة مارتن لوثر كينج
تعرض مارتن للعديد من محاولات الاغتيال والتي لم تنجح أي منها في النيل منه
وكانت واحدة منهم على يد إحدى السيدات في 19 سبتمبر 1957، عندما حاولت
طعنة بفتاحة خطابات، وكاد مارتن أن يفقد حياته على إثرها، ولكن قدر له أن
يحيا ليستمر في مقاومته للعنصرية.
ثم جاءت النهاية بولاية ممفيس في مساء الرابع من إبريل 1968 عندما تم
اغتياله بطلقات رصاص أطلقها عليه أحد المتعصبين يدعى جيمس ارل راي أثناء
وجوده في شرفة فندقه، وذلك أثناء تواجده بممفيس لتأييد إضراب" جامعي
النفايات".
وحكم على القاتل بالسحن 99عاماً، وقد أفادت التحقيقات بعد ذلك عن هذا
الاغتيال ربما يكون مدبراً وان جيمس راي ما هو إلا مجرد أداة لتنفيذ
الاغتيال
مستر مهند- عضو مجتهد
- عدد المساهمات : 368
نقاط : 1144
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
مواضيع مماثلة
» شخصيات لها تاريخ ( ابن حزم
» شخصيات لها تاريخ الخنساء
» شخصيات لها تاريخ الفارابي
» شخصيات لها تاريخ ابن البيطار
» شخصيات لها تاريخ شجرة الدر
» شخصيات لها تاريخ الخنساء
» شخصيات لها تاريخ الفارابي
» شخصيات لها تاريخ ابن البيطار
» شخصيات لها تاريخ شجرة الدر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى