الإمام البخاري .. أمير أهل الحديث
صفحة 1 من اصل 1
الإمام البخاري .. أمير أهل الحديث
الإمام البخاري .. أمير أهل الحديث
الإمام الجليل والمحدث العظيم محمد بن إسماعيل البخاري الذي قال عنه
العلماء إنه أمير أهل الحديث وصاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، يقول
البخاري: صنفت الصحيح في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله
تعالى. ولم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على
البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث وفاق تلامذته وشيوخه على
السواء.
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري
وكلمة بردزبه تعني بلغة بخارى "الزراع" أسلم جده "المغيرة" على يدي اليمان
الجعفي والي بخارى وكان مجوسيا وطلب والده إسماعيل بن إبراهيم العلم والتقى
بعدد من كبار العلماء، وروى إسحاق بن أحمد بن خلف أنه سمع البخاري يقول
سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد وصافح ابن المبارك بكلتا يديه.
ولد أبو عبد الله في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة أربع وتسعين وتوفى فى
مثل هذا اليوم الثلاثين من رمضان عام 256هـ . ووهب الله للبخاري منذ طفولته
قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي
تعرض لها في عدة مواقف.
ورحل البخاري بين عدة بلدان طلبا للحديث الشريف ولينهل من كبار علماء وشيوخ
عصره في بخارى وغيرها. وروي عن البخاري أنه كان يقول قبل موته: كتبت عن
ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل
يزيد وينقص. وفي رحلته في طلب العلم والتي نبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد
سمع بها من الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار
شيوخه ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من كبار شيوخه وسمع
بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل. وسمع
بنيسابور من يحيى بن يحيى وجماعة من العلماء وبالري من إبراهيم بن موسى.
وفي أواخر سنة 210هـ قدم البخاري العراق وتنقل بين مدنها ليسمع من شيوخها
وعلمائها. وقال البخاري دخلت بغداد آخر ثمان مرات في كل ذلك أجالس أحمد بن
حنبل فقال لي في آخر ما ودعته يا أبا عبد الله تدع العلم والناس وتصير إلى
خراسان قال فأنا الآن أذكر قوله. ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد
الرحمن المقرئ وخلاد بن يحي وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد
الأزرقي والحميدي. وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان
بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس. وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب
إلى مصر ثم ذهب إلى الشام وسمع من أبي اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن
عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي
ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وآخرين.
عدّ العلماء كتاب الجامع الصحيح المعروف بـ"صحيح البخاري" أصحّ كتاب بعد
كتاب الله، ويقول عنه علماء الحديث "هو أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في شيء كثير من الأحاديث وذلك لأن أبا عبد الله أسنّ
الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار ، أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عنهم"
ويقول البخاري في قصة تأليفه "الجامع الصحيح ..ـ أخرجت هذا الكتاب من زهاء
ست مائة ألف حديث. ـ ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك
وصليت ركعتين. ـ ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا
يطول الكتاب. ويروي البخاري أنه بدأ التأليف وعمره 18 سنة فيقول: "في ثمان
عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن
موسى، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر رسول الله في الليالي المقمرة وقل
اسم في التاريخ إلا وله قصة إلا أني كرهت تطويل الكتاب، وكنت أختلف إلى
الفقهاء بمرو وأنا صبي فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم فقال لي مؤدب من أهلها
كم كتبت اليوم فقلت: اثنين وأردت بذلك حديثين فضحك من حضر المجلس فقال شيخ
منهم لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوما" وظل البخاري ستة عشر عاما يجمع
الأحاديث الصحاح في دقة متناهية، وعمل دؤوب، وصبر على البحث وتحري الصواب
قلما توافرت لباحث قبله أو بعده حتى اليوم،
وكان البخاري برواية المقربين منه تقيا ورعا وقد تعرض البخاري للامتحان
والابتلاء، وكثيرا ما تعرض العلماء الصادقون للمحن فصبروا على ما أوذوا في
سبيل الله، ولقد حسد البعض البخاري لما له من مكانة عند العلماء وطلاب
العلم وجماهير المسلمين في كل البلاد الإسلامية، فأثاروا حوله الشائعات
بأنه يقول بخلق القرآن، إذ لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من
كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم
عليه. فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقرآن مخلوق
فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا
عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه
البخاري ولم يجبه، فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه،
ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقال القرآن كلام الله غير مخلوق
وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه
وقعد البخاري في منزله. وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك
قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي. توفي البخاري ـ
رحمه الله ـ ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة.
وروي في قصة وفاته عدة روايات منها: قال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا منصور
غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول: إنه أقام عندنا أياما
فمرض واشتد به المرض، فلما وافى تهيأ للركوب فلبس خفيه وتعمم فلما مشى قدر
عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخذ معي يقوده إلى الدابة ليركبها
فقال رحمه الله أرسلوني فقد ضعفت فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى رحمه الله
فسال منه العرق شيئا لا يوصف فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه
وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص
ولا عمامة ففعلنا ذلك فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من
المسك فدام ذلك أياما ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل
الناس يختلفون ويتعجبون وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر
القبر ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على
القبر خشبا مشبكا لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر فكانوا يرفعون ما
حول القبر من التراب ولم يكونوا يخلصون إلى القبر وأما ريح الطيب فإنه
تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك وظهر عند مخالفيه
أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة مما
كانوا شرعوا فيه من مذموم المذهب .
الإمام الجليل والمحدث العظيم محمد بن إسماعيل البخاري الذي قال عنه
العلماء إنه أمير أهل الحديث وصاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، يقول
البخاري: صنفت الصحيح في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله
تعالى. ولم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على
البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث وفاق تلامذته وشيوخه على
السواء.
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري
وكلمة بردزبه تعني بلغة بخارى "الزراع" أسلم جده "المغيرة" على يدي اليمان
الجعفي والي بخارى وكان مجوسيا وطلب والده إسماعيل بن إبراهيم العلم والتقى
بعدد من كبار العلماء، وروى إسحاق بن أحمد بن خلف أنه سمع البخاري يقول
سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد وصافح ابن المبارك بكلتا يديه.
ولد أبو عبد الله في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة أربع وتسعين وتوفى فى
مثل هذا اليوم الثلاثين من رمضان عام 256هـ . ووهب الله للبخاري منذ طفولته
قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي
تعرض لها في عدة مواقف.
ورحل البخاري بين عدة بلدان طلبا للحديث الشريف ولينهل من كبار علماء وشيوخ
عصره في بخارى وغيرها. وروي عن البخاري أنه كان يقول قبل موته: كتبت عن
ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل
يزيد وينقص. وفي رحلته في طلب العلم والتي نبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد
سمع بها من الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار
شيوخه ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من كبار شيوخه وسمع
بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل. وسمع
بنيسابور من يحيى بن يحيى وجماعة من العلماء وبالري من إبراهيم بن موسى.
وفي أواخر سنة 210هـ قدم البخاري العراق وتنقل بين مدنها ليسمع من شيوخها
وعلمائها. وقال البخاري دخلت بغداد آخر ثمان مرات في كل ذلك أجالس أحمد بن
حنبل فقال لي في آخر ما ودعته يا أبا عبد الله تدع العلم والناس وتصير إلى
خراسان قال فأنا الآن أذكر قوله. ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد
الرحمن المقرئ وخلاد بن يحي وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد
الأزرقي والحميدي. وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان
بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس. وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب
إلى مصر ثم ذهب إلى الشام وسمع من أبي اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن
عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي
ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وآخرين.
عدّ العلماء كتاب الجامع الصحيح المعروف بـ"صحيح البخاري" أصحّ كتاب بعد
كتاب الله، ويقول عنه علماء الحديث "هو أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في شيء كثير من الأحاديث وذلك لأن أبا عبد الله أسنّ
الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار ، أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عنهم"
ويقول البخاري في قصة تأليفه "الجامع الصحيح ..ـ أخرجت هذا الكتاب من زهاء
ست مائة ألف حديث. ـ ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك
وصليت ركعتين. ـ ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا
يطول الكتاب. ويروي البخاري أنه بدأ التأليف وعمره 18 سنة فيقول: "في ثمان
عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن
موسى، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر رسول الله في الليالي المقمرة وقل
اسم في التاريخ إلا وله قصة إلا أني كرهت تطويل الكتاب، وكنت أختلف إلى
الفقهاء بمرو وأنا صبي فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم فقال لي مؤدب من أهلها
كم كتبت اليوم فقلت: اثنين وأردت بذلك حديثين فضحك من حضر المجلس فقال شيخ
منهم لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوما" وظل البخاري ستة عشر عاما يجمع
الأحاديث الصحاح في دقة متناهية، وعمل دؤوب، وصبر على البحث وتحري الصواب
قلما توافرت لباحث قبله أو بعده حتى اليوم،
وكان البخاري برواية المقربين منه تقيا ورعا وقد تعرض البخاري للامتحان
والابتلاء، وكثيرا ما تعرض العلماء الصادقون للمحن فصبروا على ما أوذوا في
سبيل الله، ولقد حسد البعض البخاري لما له من مكانة عند العلماء وطلاب
العلم وجماهير المسلمين في كل البلاد الإسلامية، فأثاروا حوله الشائعات
بأنه يقول بخلق القرآن، إذ لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من
كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم
عليه. فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقرآن مخلوق
فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا
عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه
البخاري ولم يجبه، فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه،
ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقال القرآن كلام الله غير مخلوق
وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه
وقعد البخاري في منزله. وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك
قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي. توفي البخاري ـ
رحمه الله ـ ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة.
وروي في قصة وفاته عدة روايات منها: قال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا منصور
غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول: إنه أقام عندنا أياما
فمرض واشتد به المرض، فلما وافى تهيأ للركوب فلبس خفيه وتعمم فلما مشى قدر
عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخذ معي يقوده إلى الدابة ليركبها
فقال رحمه الله أرسلوني فقد ضعفت فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى رحمه الله
فسال منه العرق شيئا لا يوصف فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه
وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص
ولا عمامة ففعلنا ذلك فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من
المسك فدام ذلك أياما ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل
الناس يختلفون ويتعجبون وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر
القبر ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على
القبر خشبا مشبكا لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر فكانوا يرفعون ما
حول القبر من التراب ولم يكونوا يخلصون إلى القبر وأما ريح الطيب فإنه
تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك وظهر عند مخالفيه
أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة مما
كانوا شرعوا فيه من مذموم المذهب .
مستر مهند- عضو مجتهد
- عدد المساهمات : 368
نقاط : 1144
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى