منتديات الأجيال التعليمية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الأجيال التعليمية
منتديات الأجيال التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجدة امرأة من الزمن الجميل

اذهب الى الأسفل

الجدة امرأة من الزمن الجميل   Empty الجدة امرأة من الزمن الجميل

مُساهمة من طرف مستر مهند الخميس 23 أغسطس 2012, 4:41 pm

نبتعد عن المقالات المثقلة باعباء العمل السياسي والمجتمعي، فكما سحبناكم
في مقالة سابقة مع شاعر الجزيرة غازي القصيبي، نسحبكم اليوم مع «الجدة
الرائعة المبدعة» امرأة من الزمن الجميل سقطت الدنيا الفانية بزهوها تحت
قدميها، ولم يكن لها مكان في فكرها، ذلك ان الدنيا الباقية هي التي بقيت
معها حتى النهاية.
اختارت الحياة الهادئة مع انها تستطيع ان تبقى وسط الحياة الصاخبة، غير
انها فضلت العطاء ولا شيء غير العطاء لم تأخذ شيئا من الدنيا، اختارت البعد
عن الضوء كما اختارت الرحيل بصمت - انجبت بطلا يوم كان للبطولة معنى، حيث
لعب في ملعب بطولة القدس الشريف، واسهم في استعادة الفاو. كان يعتقد ان
العروبة تتجه نحو مجدها، فاذا الانكسار يؤلمه، لبنان وحربه الاهلية..
وعرفات ونكران الجميل، حيث هو من دون غيره كان له الحارس الامين.. غدر شهده
ورصاصة غدر نقلته شهيدا.. «الام الجدة» لم يسمع نحيبها ذلك ان النحيب سقط
في القلب الواسع الكبير الذي ربى، واجاد التربية واعطى فسخا في العطاء
(بطلا وحفداء)، احدهم يتقدم الخطا عابرا الحواجز والسدود.. واخر يؤتمن على
هدوء النوم وامانة الوطن، عين تسهر وعقل يفكر وثقة غالية منحت لكل منهم.
الساعة الثامنة من ذاك الصباح كنت في مجلس عزائها، وانا المقلة تماما في
المناسبات الاجتماعية.. لم ارها في حياتي، ولكن عطر سمعتها انتشر في
الأجواء التي شكلت لي رقم سبعينات القرن العشرين، حيث كان مؤتمر، وكانت
كريمتها احد شهود ذاك التاريخ، جلست في صالة العزاء، البحر أمامي كانه يحكي
بارواه «الحفيد» بعيد تحرير الكويت حول ذاك الطفل الذي ألقى به والده في
البحر كي يعلمه الشجاعة، وخرج من البحر، وقد اصطاد أو أمسك بما اراد له
الوالد، المهم انه حقق الهدف، لا ادري لماذا تركز حديثي في هذه الصالة على
الماضي من عادة الغداء حتى النوم المبكر، لا أدري لماذا انجذبت في هذه
اللحظات للماضي اكثر من الحاضر.. هل يا ترى في داخلي رفض للحاضر وتمسك
بالماضي؟! آه بيوت الطين والأحياء القديمة، السيف والفرضه واغاني عبدالله
الفضالة «الجدة» سكنت اعماقي وانا التي لم ترها لماذا لماذا لماذا، لا
ادري.. لا ادري.. لا ادري، وشيء يصرخ في صدري لانها امرأة من الزمن الجميل،
تعالت على المجد الذي يحيط بها، وتمسكت بكل بساطتها الانسانية، ورحلت
بصمت، حيث لم يكن للاضواء في حياتها وجود، الا نور الشمس والقمر هما وحدهما
ضوء حياتها ومجد عمرها.
سلام عليك ايتها الراحلة، فقد كانت حفيدتك الصغيرة معي في اعز لحظات تاريخ
الوطني 1990/8/2 وقد رأيت في عينيها فخر الاستشهاد ونبل أصالة الحياة.
مستر مهند
مستر مهند
عضو مجتهد
عضو مجتهد

ذكر عدد المساهمات : 368
نقاط : 1144
تاريخ التسجيل : 12/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى