من طرف مستر مهند الخميس 23 أغسطس 2012, 5:12 pm
|
لم أر من هو أكثر جرأة على الموت من الشاب السعودي أثناء قيادته السيارة ! شخصيا أصبحت أحسب ألف حساب قبل الخروج إلى أي مشوار بسيارتي أيام العطل الأسبوعية حيث يكثر تواجد قادة السيارات من الشبان وحيث تتضاعف الممارسات الجنونية التي نشاهدها في الشوارع والطرقات. ورغم أنني لا أقف على أرقام دقيقة أو غير دقيقة لنسبة الحوادث المرورية في المملكة ، فإنني أعتقد بأن بلادنا هي واحدة من أكثر بلاد العالم التي تشهد حوادث سير مروعة. هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن تلفت الإنتباه وتستدعي الاهتمام والدراسة . العقوبات وحدها لا تكفي ، والتلويح بمضاعفتها أو زيادتها لا يمكن أن يجدي خصوصا وأن الأجهزة المعنية قد جربت هذا الأسلوب وما تزال حتى هذه اللحظة . المسألة تحتاج إلى وقفة تأمل وصراحة مع الذات . ما الذي يجعل شبانا في عمر الزهور يغامرون بحياتهم من أجل لا شيء سوى كسر حاجز الفراغ والملل ؟ ما الذي يدفع بشبان في عمر الزهور إلى المقامرة بحياتهم وحياة غيرهم من مستخدمي الطريق دون أن يؤرق ذلك ضميرهم أو يستوقف فكرهم ؟ ما الذي يدفع بشبان المفروض أن يحتل التخطيط للمستقبل الجزء الأكبر من تفكيرهم ، إلى الاستهتار بحياتهم وعدم المبالاة بسلامتهم إلى هذا الحد العجيب ؟ في رأيي أنه يتوجب علينا قبل كل شيء أن نسأل أنفسنا : ماذا فعلنا كمجتمع لهؤلاء الشباب حتى ترتقي سلوكياتهم إلى المستوى المأمول ؟ هل وفرنا لهم فرص العمل ؟ هل وفرنا لهم فرص الدراسة والتأهيل المهني ؟ هل أعددنا النشاطات الترفيهية اللازمة لاحتواء طاقاتهم المتأججة ؟ هل حاولنا تنمية مواهبهم وقدراتهم الخاصة أو حتى اكتشافها ؟ هل حاولنا تثقيفهم وتنمية شخصياتهم أم أننا اكتفينا بملاحقتهم في الأسواق والأماكن العامة انطلاقا من الفلسفة التي تقول بأن الشاب مذنب حتى تثبت براءته؟! إن المجتمع مسئول مسئولية مباشرة عن استيعاب الشباب واحتوائهم ، وما لم يع المجتمع مسئوليته هذه فإن الشباب سيتحولون إلى لغم قابل للإنفجار في أية لحظة بدلا من أن يكونوا ذخيرة للمستقبل وصمام أمان يضمن تماسك البنية الاجتماعية ويضطلع بدوره في مسيرة التنمية.
|
|
|