المدرسون يرحبون.. ومجالس الأمناء تتحفظ: ميثاق الشرف المدرسي.. حفاظاً علي هيبة المعلمين

مني إسماعيل ومحمد زين الدين










تشهد اروقة العملية التعليمية في المدارس رؤي مختلفة حول آليات تنفيذ فكرة
وزير التربية والتعليم الداعية إلي انشاء ميثاق شرف مدرسي بهدف الحفاظ علي
هيبة المعلم وتشكيل مجلس امناء من اولياء الأمور والمعلمين والطلاب بكل
مدرسة تكون مهمته مراقبة اداء العملية التعليمية وعقاب المقصر من المعلمين
أو الإداريين بالمدرسة مع الحفاظ علي هيبة المعلم في نفس الوقت.


اطراف العملية التعليمية جميعا رحبوا بتلك المبادرة إلا ان مديري
المدارس دعوا إلي ان يكونوا مسئولين عن آليات تلك المبادرة وليس الخبراء
الجامعيين لانهم لا يجيدون إلا وضع الخطط علي الورق فقط.. بينما حذر البعض
من حدوث تعارض بين ميثاق الشرف المدرسي المقترح ولائحة مجلس الآباء
القديمة.. في حين اشترطت مجالس الامناء عودة الصلاحيات المالية للمجالس
وإدارات المدارس كوسيلة لتطبيق القرار علي ارض الواقع.


قال مدحت مصطفي حسن مدير إدارة النزهة التعليمية ان المقترح جميل جدا
وراق والهدف منه جيد ولكن اهم شيء آلياته وخطواته يجب ان يضعها المسئولون
علي ارض الواقع وهم مديرو الإدارة ومديرو المدارس والمدرسون لأنه إذا وضعها
الخبراء سوف تفشل وذلك لأن كل القرارات التي تأتي من المسئولين واضعها
اساتذة الجامعات غالبا ما تفشل لأنها غير مطابقة لما يحدث علي ارض الواقع
وذلك مثل قرار انشاء مجلس الامناء يحتوي علي اشياء جيدة في مضمونها ولكن
آليات التنفيذ غير موجودة واصبحت غير مفعلة في المدارس.


إعادة الأمن والأمان


اشاد هاني كمال مدير إدارة روض الفرج التعليمية بهذا الاقتراح مشيرا
إلي انه مع أي مبادرة يطرحها مسئول في الدولة من شأنها اعادة الأمن والأمان
والاستقرار للدولة بصفة عامة والعملية التعليمية بصفة خاصة.


اضاف قائلاً: انني يوميا اقوم بعمل جولات ميدانية علي المدارس وللأسف
اجد بها مشاكل كثيرة خاصة انها تتعلق بطبيعة المنطقة الموجودين فيها وهي حي
روض الفرج الشعبي حيث انني يوميا استنجد بمأمور القسم والداخلية من
الاعتداءات التي تحدث للمدرسين لأن معظم المدارس تقع في أماكن شديدة
الخطورة ويقومون بدخول اولادهم بالمدرسة بالأجبار فمنذ اسبوع رفضت مدرسة في
احدي المدارس التابعة للإدارة خروج طالبة بالصف الأول الاعدادي في غير
مواعيد المدرسة فإذا بها تفاجأ بأكثر من 40 شخصاً يعتدون عليها بالضرب.
فنحن في حاجة إلي تضافر جهود كل الجهات المسئولة لحماية المدارس والمدرسين.


أشار إلي ان الإدارة بها اكثر من 77 مدرسة هناك اكثر من 27 مدرسة في
حاجة إلي دوريات في أوقات دخول وخروج الطلاب ولكن للأسف الداخلية ليست
لديها الامكانيات لحدوث ذلك ويوميا يتعرض المدرسون للضرب والإهانة من قبل
أولياء الأمور.


فنحن مع مبادرة ميثاق الشرف المدرسي إذا لم يكن عبئاً علي المجلس
القديم ولكن علي ان يقوم بدور فاعل ولا تكون مسألة هياكل نشكلها بدون فعل
ايجابي.


يؤكد نبوي محمد مدير إدارة الوايلي التعليمية انه يتمني تحقيق هذه
المبادرة ونصل للنتائج المرجوة منها وذلك من اجل اصلاح احوال التعليم
واسترداد هيبته وكرامته قبل المطالبة بارتفاع اجرة فيجب قبل المطالبة
بالناحية المادية استعادة الهيبة والكرامة ولكن الآن لم يعرف الطالب من
المدرس فملابس الاثنين واحدة ومتقاربة اما فيما قبل كان المدرس له هيبته
امام الطالب وكان كافة التلاميذ يخشون المدرس وكان له قيمة كبيرة جدا
وللأسف المدرسون الآن ازالوا حاجز الاحترام الذي كان موجوداً من قبل
وبالتالي لم يعد هناك قدوة.


يقول ماهر مهني جرجس مدير مدرسة أنور السادات التجريبية للغات انه لا
مانع من اعطاء إدارة المدرسة والإدارة التعليمية صلاحية محاسبة المدرس إذا
اخطأ كما نرحب بفكرة تشكيل مجلس إدارة مدرسي يكون مكوناً من كافة اطراف
المنظومة وذلك لتفعيل دور مجلس الامناء التي لم يعد مفعلاً بالشكل الامثل
خاصة ان معظم المدارس الآن تعاني من نقص في الخدمات نتيجة قرار تحويل جميع
اموال المدارس للبنك المركزي علي انها صناديق خاصة وهذا الأمر احدث فجوة
بين المدرسة والمديرية.


قوانين عشوائية


يعارض شريف سليمان رئيس قسم الرياضيات بمدرسة السعدية الثانوية بنات
انه لا يجوز انشاء مجلس إدارة يكون اعضاؤه مدرسين وطلاباً فيجب في البداية
ان نبحث عن استعادة هيبة المدرس قبل جلوس الطالب معه في مجلس واحد فيجب ان
يكون هناك شيء اسمه قيمة المدرس أمام الطالب وهي كبيرة جدا ولكنها سلبت منه
فالتعليم زمان كان افضل من ذلك فكان هناك شيء اسمه قيمة المدرس وهيبته
امام الطالب فالمدرس يضع قواعد لسير العملية التعليمية ولكن هذا الجيل
للأسف يفتقد القدوة واحترام الصغير للكبير.. فنحن رافضون فكرة مجلس إدارة
مدرسي فيجب اعادة قيمة وكيان المدرس أولا ثم نري حقوق الطالب فهذه قوانين
عشوائية.


يؤكد طارق محمد مدير مدرسة السعدية الابتدائية بمدينة نصر انه مع مقترح
انشاء ميثاق الشرف المدرسي جملة وتفصيلا ويجب ان يتماشي البحث علي حق
الطالب مع حق المدرس علي حد سواء لأن كافة قطاعات الدولة تسير في كافة
الاتجاهات في وقت واحد فيجب ان نبحث طلبات الاولاد ومراعاة الفروق الفردية
بالنسبة للطلاب للحفاظ علي حقوق المدرس والتلميذ والطالب الثانوي.


اضاف انه يجب ان يكون هناك مجلس ادارة مدرسي في كل مدرسة ويكون هناك
مجلس ادارة داخل كل ادارة يكون اعضاؤه من كافة المدارس التابعة لها وتشرف
عليه الإدارة التعليمية. ويتضمن المجلس ايضا حقوق الطلاب لأننا يجب عند
المحافظة علي حق المدرس يجب ان نحافظ علي حق الطالب.


تشير نجوي وحيد مديرة مدرسة السعدية الثانوية بنات بمدينة نصر إلي ان
اوقات كثيرة تكون سلوكيات المدرسين غريبة وكثيراً ما نري اضطهاد بعض
المدرسين لبعض الطلاب.. ونحن نرغب في وضع ميثاق يعطي صلاحيات كاملة لمديري
المدارس لأن مدير المدرسة اقدر شخص يفهم المجموعة التي تعمل معه.. ولا داعي
لوضع ميثاق شرف يعطي المدرسين أي صلاحيات ضد الطالب وإلا نحن في المستقبل
لم نستطيع محاسبة المدرس إذا اخطأ في حق الطالب.. لأنه كثيرا ما يستخدم
المدرسون اشياء كثيرة لإرهاب الطلاب.. واخيرا نحن ننادي باعطاء صلاحيات
نحافظ بها علي حق الطلاب حتي نتفادي الاعتداءات التي تحدث من قبل اولياء
الأمور فإذا استطعنا تحجيم الامور حتي نستطيع حل أي مشكلة من بدايتها داخل
المدرسة.


اضاف ياسر عرابي مدرس لغة عربية بمدرسة السعدية وعضو نقابة المعلمين ان
المشكلة تتمثل في كون 90% من مجالس الإدارات ومجالس الامناء داخل المدارس
مجرد اشكال هيكلية فقط دون تنفيذ أي شكل فعلي علي ارض الواقع لأنه لم يعد
هناك ثقة كاملة بين اولياء الأمور والمنظومة التعليمية فيجب ان يكون هناك
شكل كامل وهيئة للمدرس في تفعيل المشاركة المجتمعية.. ونحن نتساءل ما هي
صلاحيات هذا المقترح الجديد هل تسمح للمدرس باتخاذ أي اجراء ضد الطالب الذي
يتجاوز.. وهل المجلس الجديد سوف يلغي مجلس الاباء القديم.. وهل ميثاق
الشرف المدرسي سوف يتعارض مع لائحة مجلس الآباء القديم؟.


الصلاحيات المالية


قال محمود عبدالحميد المراقب المالي لمجلس الاباء والامناء في محافظة
القاهرة إن قرار الوزير قرار جيد وخطوة صحيحة نحو اشراك المجتمع المدني في
مراقبة اداء العملية التعليمية.. إن انه حذر من ان القرار سوف يظل في اطار
حبر علي ورق أو مجرد تصريحات اعلامية إلا لم يصاحبه تدخل وزير التربية
والتعليم لتعديل القرار رقم 328 الصادر في الثاني من سبتمبر الخاص
بالمصروفات والذي تم بمقتضاه تحويل تبرعات اولياء الأمور من التبرع لاصلاح
أو تطوير البنية الاساسية بالمدارس كما انه اعطي الحق لوزارة المالية خصم
20% من تلك الأموال لانها ليست اموال دولة ولكنها اموال تبرعات... مشيرا
إلي ان اثار هذا القرار بدأت اثاره تظهر بوضوح في المدارس وعلي عمليات
الصيانة البسيطة لأن القرار اعطي الحق لمديري الإدارات ومراقب البنك
المركزي فقط حق في صرف الاموال مما يؤدي إلي تعقيدات بيروقراطية ضاربا
مثالا بمدرسة رفاعة الطهطاوي الابتدائية التابعة لإدارة الشرابية التعليمية
التي عجزت عن حل مشكلة انقطاع المياه بها رغم قيادة مرفق المياه بحل
المشكلة لأن إدارة المدرسة ومجلس الامناء لم تستطع شراء معدات المرافق
البسيطة انتظارا لوصول موافقة الإدارة التعليمية والشيك المالي المخصص لها
رغم ان مجلس الامناء يمتلك 8 الاف جنيه في رصيده بالبنك. وكشف المراقب
المالي لمجلس الامناء ان تبعات تلك القرار جمدت 616 الف جنيه تبرعات لمجلس
امناء القاهرة و8 ملايين علي مستوي الجمهورية.