بالصور.. لأول مرة.. أكشاك الجرائد بدون الصحف الحزبية والمستقلة.. البائعون: خسرنا 80% من مبيعاتنا.. والاحتجاب تسبب فى تخفيض عمالتنا اليوم.. ويقترحون على مسئولى الصحف إبراز عيوب الدستور الجديد

مافيش جرايد النهارده

كتب حسام الشقويرى - تصوير هشام سيد







"مافيش جرايد النهارده يا جماعة لا يوم سابع ولا غيره اللى موجودة بتاعت الحكومة وبس"

هكذا كان رد بائعى الصحف على طلبنا بشراء نسخة من جريدة اليوم السابع
الصادرة اليوم الثلاثاء، الموافق 4/12/2012، حيث أجمع الكثيرون من أصحاب
أكشاك الجرائد على أن عدم صدور 11 جريدة حزبية ومستقلة اليوم ومنها جريدة
اليوم السابع قد سبب خسارة كبيرة لهم تعدى حجمها الـ80% من حجم المبيعات
الخاصة ببيع الجرائد والذى كان له تأثير أيضا على حركة بيع المطبوعات
الأخرى من الكتب والمجلات، حيث إن الإقبال على الشراء يأتى دائما فى صالح
الجرائد المستقلة والحزبية.

قال طارق السيد، أحد بائعى الجرائد بميدان الدقى، ليست هذه هى المرة الأولى
التى تحتجب فيها الجرائد عن الظهور وسبق أن حدث هذا الأمر فى عهد الرئيس
السابق مبارك ولكن الخسارة اليوم أكبر فالإقبال على شراء الجرائد المستقلة
أكبر بكثير من الجرائد الحكومية فى هذه الأوقات وخاصة بعد الثورة وخسارتنا
فى البيع تعدت الـ80% .

وأضاف طارق من حق الجرائد أنها تحتجب ولكن يجب إيجاد حل لأن لو الموضوع
استمر أكثر من ذلك "بيوتنا هتتخرب" كما طالب طارق الرئيس مرسى بمراجعة
قراراته فى إشارة للإعلان الدستورى وقال لو أن مصلحة البلد فى تعديل
قراراته يجب أن يفكر فى الأمر ولو المصلحة أيضا فى تعديل الدستور ممكن
نعدله قبل الاستفتاء.

ولفت طارق إلى أنه لا يجوز أن يسمح الدستور لرئيس الجمهورية بالتنازل عن أى
قطعة فى مصر لأى دولة أخرى ولا بد أن نعرف كل مادة فى الدستور قبل
الموافقة عليه.

وشاركه فى الرأى مؤمن محسن، بائع جرائد بشارع البطل أحمد عبد العزيز، وقال:
"فرشة الجرائد يتناوب عليها 3 أفراد وكل واحد منهم وراءه أسرة كاملة
واحتجاب الجرائد قلل البيع مما تسبب فى تخفيض العمالة الموجودة فى يوم
الاحتجاب، لأن الدخل اليومى من البيع وصل لأقل من النصف وبالتالى تم خصم
اليومية من حسابنا ولو استمر الأمر لمدة طويلة أو تكرر أكثر من مرة سوف
نعانى وأسرنا الكثير فى ظل الحالة الاقتصادية السيئة وعدم وجود فرص عمل
أخرى مع ارتفاع الأسعار.

وأضاف مؤمن، احتجاب الجرائد لن يحل المشكلة والرئيس مرسى مصمم على قراراته
والتظاهر لن يعطى أى نتيجة واقترح على المسئولين على الجرائد أن يبرزوا فى
جرائدهم عيوب الدستور الحالى وهذا هو المهم فى هذه المرحلة حتى نعطى فرصة
أكبر للشعب قبل الإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء سواء بنعم أو بلا.

وفى موافقة على هذا الرأى قال زميله محمد أحمد: "يجب على الكتاب فى الجرائد
المحتجبة أن يقوموا بعمل توعية للناس حول مواد الدستور الجديد لأن مرحلة
الإعلان الدستورى لن تستمر طويلا وكلها 15 يوما ويسقط الإعلان الدستورى
للرئيس مرسى ولن يكون له وجود كما أنه لن يستطيع أن يصدر أى قرارات غير
مرضية للشعب فى هذه الفترة القصيرة لأن شعبية الإخوان انخفضت كثيرا فى هذه
الفترة.

واستنكر أحمد مهدى، صاحب كشك جرائد بالمهندسين، ما يحدث قائلا: "الصحافة
سوف تظل هى السلطة الرابعة ولا يمكن تكميم أفواه الصحفيين سواء فى الإعلان
الدستورى أو الدستور الجديد ولا يجوز أن يحصن مرسى نفسه فى صومعة لا يستطيع
أحد الوصول إليه فيها "ولازم نسأله ونحاسبه".

ومن ناحية أخرى وصفت أم مصطفى، بائعة الجرائد، ما يحدث من احتجاب للصحف،
بأنه مثل اللعبة التى قرر أحد لاعبيها التوقف عن اللعب فى إشارة لأصحاب
الجرائد المحتجبة وقالت: "إنه كان يجب عليهم عدم الاحتجاب لما سببه ذلك من
خسارة كبيرة علينا وعليهم مراجعة موقفهم والرد على قرارات مرسى من خلال
جرائدهم وليس بالانسحاب".

يذكر أن 11 صحيفة مصرية يومية حزبية ومستقلة قررت الاحتجاب اليوم الثلاثاء
عن الصدور، احتجاجا على انتهاك الحريات ومصادرة حرية الرأى والتعبير، وعدم
الوفاء بالحد الأدنى لما أقرته دساتير مصر السابقة، وذلك بالدستور المقرر
طرحه للاستفتاء يوم 15 من شهر ديسمبر الجارى.

وهى: "اليوم السابع"، "المصرى اليوم"، "التحرير"، "الوطن"، "الصباح"، "الشروق"، "الوفد"، "الأهالى"، "الأسبوع"، "الأحرار"، "الفجر".

وقد جاء ذلك تنفيذا لقرار مجلس نقابة الصحفيين بالاحتجاب عن الصدور
الثلاثاء، والذى قرره كخطوة إيجابية فى مواجهة استمرار تجاهل الجمعية
التأسيسية لمطالب الصحفيين، كخطوة أولى تتبعها خطوات تصعيدية.