باسل عمر يكتب: التعليم الآن

أرشيفية



إن أهم ما يواجه الطلبة الآن فى التعليم هو الملل حيث إنه لا شىء على ما يرام ولا شىء يكسر روتين الكتب والصف.


مدرسة تدخل عليها فى الصباح لتقف فى طابور الذى ليس منه فائدة غير
"ترديد" النشيد الوطنى، ثم تدخل على صف به طاولات دعونى أقول إنه فى كثير
من المدارس بها طاولات داخل الصفوف عير آدمية .. ثم تجلس عليها وتخدش
ملابسك.. ثم يدخل المدرس على كيف كيفه لكى يشرح من أول ثانية إلى آخر ثانية
وهناك آخرون يدخلون داخل الصف بكوب من الشاى والبعض الآخر يجلب مع الشاى
سيجارة لكى يعدل المزاج ولا يشرح شىء نهائيا وننزل إلى الفسحة لا تجد
طعاما لكى تأكله وإذا وجدت فإن جودته غير آدمية موضوع فى شىء يشبه " الكشك"
مسمى ظلما بالمقصف ! لتقطع شوطا من الضرب والسب والقذف بين أصدقائك حتى
تنتصر فى معركة المقصف وتشترى ما تريد إن وجدته ! ثم تطلع من الفسحة لكى
تكمل اليوم، عربى .. رياضيات، اجتماعيات، دين، إنجليزى، كيمياء، فيزياء،
أحياء !! ولا مجال للترفيه ! ثم يتعجبون لأن الطلاب لا يحبون الدراسة! ولا
أى اندهاش.


أما إذا كان هناك حصة " ألعاب" فننزل دون مدرس إلى ساحة الألعاب غير
المؤهلة حتى للمشى عليها وتلعب ويتشاجر من يتشاجر ويكسر من يكسر ولا عزاء
ولا دية لمن يلعب فى مدارس مصر إذا أصيب بمكروه ! ثم يسألون لماذا نكره
المدارس؟

لا توجد مدرسة إلا من رحم ربى من المدارس الخاصة والتجريبية من لديه
حصة لتنمية المهارات الرياضية والموسيقى والرسم وحصة الطهى للفتيات التى
حضرتها "الحمد لله " فى إحدى المدارس الخاصة ! لا يوجد تنمية لمهارات
الكتابة والقراءة ولا أى أنشطة ولا أبحاث وأعتقد أن الطالب المصرى لا يعرف
شيئا عن البحث العلمى إلا إذا دخل جامعة علمية فى المستقبل ! ثم يسألون
لماذا يكره الطلاب المدرسة!


لا توجد مشاركة سياسية ولا تنمية لثقافة الديمقراطية من خلال انتخاب
مجالس طلابية تمثل الطلاب ولا عقد ندوات ومحاضرات فى الشأن السياسى
والاقتصادى والاجتماعى حتى ننمى معانى الحرية والمواطنة والديمقراطية عند
الطلاب ! ثم نسأل لماذا نحن شعب غير مثقف وغير مشارك سياسيا ! ثم نسأل أيضا
لماذا التطرف وحب العبودية وكره الديمقراطية فى المجتمع ! فصدق عمنا جلال
عامر حين قال: "يجب أن ننقل السياسة من الجوامع والكنائس إلى الجامعات
والمدارس " .


نعم هذه هى الأسباب الموضوعية لكره الطلاب من المدرسة ! هى الأسباب
التى جعلت التهرب من التعليم فى أعلى مستوياته نعم هى الأسباب النى جعلتنا
معدومى الثقافة السياسية لا نعرف معنى المواطنة ولا حقوق الإنسان
والديمقراطية لأننا لم نرب أبناءنا على هذه المعانى فى المدارس ! إذا أردتم
الإصلاح فعليكم بالتعليم.