الاغتصاب والسرقة والبلطجة تهدد طلاب الأرياف بالغربية

أرشيفية – تحرش بطالبات مدارس




تعانى العملية التعليمية والتربوية فى قرى محافظة الغربية من
مشكلات لاحصر لها، ولا حلول كذلك، فى ظل الأزمات المتتالية التى تمر بها
البلاد، لا سيما مع زيادة الانفلات الأمنى، لتصبح الطالبات مهددات بالخطف
والاغتصاب والسرقة على حد وصف الأهالى، كما يتعرض طلاب هذه المناطق
لتهديدات البلطجية وقطاع الطرق .


"كايروا دار" رصد مشكلات طلاب وطالبات ريف الغربية، والتهديدات التى تلاحقهم، ليدق ناقوس الخطر لعل مشكلاتهم تجد صدى عند المسئولين.


يمثل عدم وجود مدارس فى الكثير من القرى النائية، أزمة حقيقية لطلاب
الريف، حيث يضطر التلاميذ إلى الانتقال لقرى أخرى مجاورة، والسير عبر
الطرق الزراعية لمسافات طويلة، مثل تلاميذ قرية "كفر إخشا" التابعة لمركز
كفر الزيات.


التقى "كايرو دار" العديد من أولياء الأمور فى القرية المذكورة،
وأكد الجميع أن أبناءهم يسافرون يوميا إلى قرية "شبرا ريس" التابعة للمركز
نفسه، ولا توجد مواصلات تربط بين القريتين مما يضطر الأولاد للسير قدما على
الطريق الزراعي، على الرغم من أن غالبيتهم من البنات ومع انتشار البلطجة
والانفلات الأمنى أصبحن معرضات يوميا للخطف والسرقة والاغتصاب وسرقة حليهن
ومصروفهن اليومى.


وتعانى قرية كفر الثعبانية التابعة لمركز سمنود الأزمة نفسها، وكذلك
قرية إشناواى التابعة لمركز السنطة، حيث تضطر فتيات المعهد الأزهرى
للانتقال إلى بلاد أخرى مجاورة عبر طرق زراعية،إضافة إلى قرية قصر بغداد
مسقط رأس الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وقرية عزبة المنشاوى وجميع "العزب
" التابعة للقرى بالغربية تعانى المشكلة نفسها، حيث لا تضم عزبة واحدة فى
الغربية أية مدارس، حتى من المدارس الابتدائية.


ويضطر التلاميذ للإنتقال إلى القرى المجاورة فى غياب المواصلات
التى تربط بين العزب والقرى، حيث لا توجد إلا الطرق التقليدية القديمة
كـ"الحمار"، وهو ما يؤدى لانتشار ظاهرة الهروب والتسرب التعليمى.



انتشار ظاهرة البلطجة والعنف

كما تعانى غالبية المدارس الفنية الثانوية بالغربية من انتشار ظاهرة
الغياب والزحام على أبواب المدارس وأعمال البلطجة والمشاجرات اليومية
والانفلات الأمنى والتحرش بالفتيات.


ويقول محمد عبد رب النبى المدرس بمدرسة صناعية بالغربية إن جميع
المدارس الفنية تعانى من ظاهرة هروب الطلاب بالرغم من تواجدهم طوال اليوم
الدراسى فى فناء المدرسة، وأمام الأبواب وفوق الأسوار متجمعين لشرب السجائر
ومعاكسة البنات والتشاجر مع زملائهم من المدارس الأخرى دون وجود رادع أمنى
وقانونى.


وفى مدرسة أبو بكر الصديق التجارية بطنطا تقدم أولياء الأمور بشكوى
رسمية أنه أثناء دخول وخروج بناتهم يقوم الشباب بعمل طابور من الشباب فى
مدخل المدرسة تضطر البنات أن تمر عليهم وتتعرض للتحرش وسماع الكلمات
الإباحية وغير اللائقة ولو تكلم أحد المدرسين ومنعهم تطاولوا عليه بالأسلحة
البيضاء وهددوه فتكتفى إدارة المدرسة بحمايتهن داخل الأسوار وبمجرد خروجهن
يتعرضن لجميع أنواع التحرشات والإهانة.


وهو ما حدث فى مدرسة نشيل التابعة لمركز قطور فى العام الدراسى
المنتهي،حينما تظاهر المدرسون بعد تعرض زميل لهم يدعى عبد الله محمد رخا
للضرب والسب والقذف من قبل عدد من الطلبة بعد منعهم من التحرش ببنات
المدرسة وقام المدرس بتحرير محضر بذلك تحت رقم 33 ح مركز قطور.


أزمة المواصلات تعوق الطلاب والمدرسين

على صعيد آخر هناك أزمة طاحنة بالتزامن مع نقص الوقود من محطات
الغربية وهى أزمة المواصلات التى أصبحت شبه مستحيلة، ويعانى الطلبة يوميا
من تلك الأزمة ومعظمهم يتأخر عن الوصول للمدارس، ورصد "كايرو دار" اليوم
الأربعاء عشرات من طلاب جامعة طنطا يسيرون على الأقدام لمسافة تتجاوز 5
كيلو مترات، بسبب أزمة المواصلات، إضافة إلى بعض الأحداث التى يتم فيها قطع
الطرق ولا يستطيعون الوصول الى لجان امتحانهم وهو ما حدث امس حيث تأخر
طلبة جامعة المنصورة من المحلة وسمنود عن حضور الامتحانات بسبب قطع السكة
الحديد والطريق الزراعى ولم يتمكنوا من أداء الامتحان .


فيما تزيد أزمة الوقود التى تشهدها المحافظة والشلل المرورى الذى
ترتب عليها من هموم هذه القرى, حيث اضطر الطلاب القادمون من مدن المحلة
وسمنود للنزول من السيارات عند قرية شبشير والسير حتى مدينة طنطا لمسافات
تتجاوز الـ 5 كيلو نظرا لحالة الشلل المروى أمام محطة الوقود، بعدما طالت
مدة الانتظار أكثر من ساعة داخل السيارة وهو الأمر الذى حدث مع الطلاب
القادمين من مدن بسيون وكفر الزيات.