الحضارة العربية ( 6 ) الطب
صفحة 1 من اصل 1
الحضارة العربية ( 6 ) الطب
الحضارة العربية ( 6 ) الطب
أصبح فيها متاحاً من خلال الترجمة العربية التى أضيفت إليها تعليقات
الدراسين العرب . وهكذا فان أول إسهام قدمه العرب للطب الغربى هو ترجمة
المعرفة الاغريقية فقد قاموا خلال الفترة بين عام 800 ، 900 الميلادية
باكتشاف وترجمة وإضافة التعليقات ،واستيعاب التراث الاغريقى بأكمله فى جميع
فروع العلم فى واقع الامر ، وبالنسبة للمؤلفات الطبية فانهم لم يعتمدوا
على ترجمة ما قدمه العمالقة أمثال أبقراط وجالبن Galben وإنما ترجموا كذلك
لديوسكوريدس وبول أجينيا ، أو ريباسيوس وروفوس إفيسوس * وفضلاً عن ذلك يذكر
العرب كثير من الاساهمات الجليلة فى المستشفيات والعيادات وممارسة التمريض
، وإجازة ( منح شهادات ) الاطباء والقواعد التى تحكم سوء الممارسة .
وكانت جنديا بور التى تقع الآن فى غرب إيران صاحبة أهم مدرسة طبية أثرت على
نمو الطب العربى . وقد دخلت جنديابور فى مظلة الحكم العربى عام 738 م
وبدأت المدرسة الطبية التى يديرها آنذاك المسيحيون السريان فى تعزز انتشار
الطب بين العرب والمسلمين الاخرين .
وجرى إنشاء أول بيمارستان ( مستشفى ومؤسسة طبية ) خلال الحكم العربى فى
بغداد أثناء حكم الخليفة المنصور ( 754 - 775 م ) ومع دخول التعاليم
والمعايير التى توفرت بجند يابور ، وإرساء الأسس لفتوحات عربية أوسع فى
الطب ، أستمر بناء المستشفيات فى سائر أنحاء الامبراطورية العباسية ( 749 -
1258 م ) وهى فترة يشار إليها باعتبارها العصر الذهبى للحكم العربى
الإسلامى . وتوفر المدارس الطبية الملحقة بالمستشفيات منهج على درجة طيبة
من النضج ، يصحبه شعار بأن الرجل " المتعلم " ليس ذلك الذى يقتصر على محال
وحيد من الخبرة ولكنة الذى يكتسب معرفة واسعة فى مجالات كثيرة وكان من بين
المجالات التى يحق للطالب الاختيار من بينها كل من الموسيقى ، والرياضيات ،
والفلك ، والهندسة ، ومقررات أخرى . وكان الطلاب يتعلمون الطب نظرياً ثم
تهيا فصولاً صغيرة يتلقون فيها التعليم العلاجى ويشاهدون إجراء الجراحة .
وكانت البيمارستانات ( المستشفيات والمؤسسات الطبية الملحقة بها ) من أهم
المؤسسات التعليمية فى العالم العربى من أسبانيا حتى الهند العربية . وأتيح
للطلاب من جنسيات وأعداد وديانات كثيرة التعلم والتدريب فيها فكانت تعقد
حلقات يومية ، ويسجلون الملاحظات ، ويكتبون الوصفات الطبية ، وكان الرجال
والنساء يتلقون العلاج فى أجنحة منفصلة ، وتوفر لكثير من المستشفيات حدائق
تزرع فيها الاعشاب لاستخدامها فى العلاج ، ووصل الامر بالأطباء أن ينتقلوا
إلى القرى البعيدة ويصحبوا الجنود إلى ميدان المعارك حتى يمكن معالجة
الجرحى على الفور .
وامن كثير من الاطباء العرب الأوائل بالعلاج الكلى للإنسان الفرد لا التوقف
عند مرض بعينه ، حيث أنهم أدركوا العلاقات بين أحوال المريض العضوية
والنفسية . ويشيع الادب الاسلامى فى القصص والنوادر ذات الطابع الطبى .
وبخاصة تلك التى تتناول ما يسمية الرازى بالعلاج النفسانى ، ذلك الذى يتم
العلاج فية بالتحليل النفسى لأن العلاج الذى يتم يكون عادة من خلال الرجوع
بالمريض لتذكر حدث تعرض له منذ فترة طويلة وطواه النسيان برغم أن ينمو فى
اللاوعى ويصبح سبباً لأعراض جسمية فى ظاهرها ونفسية فى الأصل .
وطور العرب نظرية أخلاقية مشتركة للعمل الطبى مستندة إلى التعاليم
اليونانية والهندية والفارسية إضافة إلى تعاليم الإسلام ومن الكتب المبكرة
فى هذا المجال كتاب أدب الطب الذى وضعه إسحق ابن الهرهاوى الذى أعتبر
الأطباء " حراساً للأرواح والأجساد " ودافع عن وجود قواعد سلوكية (إبتيكيت )
للأطباء كما حث على اتباع معايير رفيعة للسلوك الاخلاقى ، وفى بدايات
القرن التاسع الميلادى جرى إنشاء مكتب خاص مهمته التأكد من أن التوصيفات
المشار إليها قبلاً قد جرى أتباعها وذلك من خلال مراقبة المبالغة فى الاجر
والتكسب فى العمل ، وكذلك الممارسة الطبية ، كما وضعت يميناً أو قسماً
يؤديه الأطباء .
وكان أول الاطباء العظام فى العالم العربى هو محمد بن زكريا الرازى ( 860 -
940 ) والذى عرف لدى أوربا بالعصر الوسيط باسم الرازى Rhazes وهو يعد
عالمياً أحد المؤلفين المبرزين فى التاريخ الطبى . وقد الف الرازى أكثر من
مائتى كتاب ويعد كتاب " الحاوى" أعظمها أهمية ، وهو موسوعة طبية على درجة
بعيدة من التفصيل تشغل خمسة وعشرين مجلداً . وشاع إستخدامها من قبل الاطباء
والطلاب ليس فقط فى الشرق ,أنما أيضاً فى أنحاء اوربا بدرجة طيبة فى القرن
الخامس عشر كما ظهرت قوة الرازى الحادة فى الملاحظة من خلال موسوعة ألفها و
سماها " العلاج " .
ومن بين ما توصل إلية من إكتشافات ذلك التطابق بين الجدرى والحصبة ،
وكلاهما وجد منه العلاج الناجح ، وقد ترجمة مقالة عن الجدرى سبع لغات
أوربية عبر القرون وكان اخرها باللغة الإنجليزية عام 1948 وكان الرازى أول
من أستعمل الكحول فى تطهير الجروح والزئبق كمسهل وفى الجراحة قام باستخدام
خيط رفيع مصنوع من مصران الحيوان لخياطة الجروح .
ولعل أعظم فلاسفة العرب وعلمائهم هو أبى على الحسين بن عبد الله بن سينا
(980 - 1037 م ) Avicenna . لم يتحول الناشئ الصغير جداً أبن سينا إلى الطب
الابعد بلوغ السادسة عشر من عمره حيث أنه أستطاع إتقان الشريعة الاسلامية
والفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضيات ، ولم يكن تجاوز الثامنة عشر عندما
ذاعت شهرته مما جعل الأمراء والحاكمين يسعون للاستفادة من خدماته .ولما كان
ابن سينا من رجال الحكم ومدرسا ، ومحاضراً ومفكراً عميقاً وشاعراً وكاتباً
غزير الانتاج فى مجالات متنوعة مثل الجيولوجيا والموسيقى والرياضيات ،
فانه تصدى للطب كواحد فقط من مهامه العديدة .
وعلى الرغم من ذلك فقد بلغ أن انتاجه فى الطب ستة عشر كتاباً من بينها كتاب
" القانون " وهو عمل من مليون كلمة فهو عبارة عن موسوعة تتناول كل مرض
معروف فى ذلك الوقت ، والعلاج والدواء كما قرره كل من المؤلفون الإغريق
والعرب ، وينظر إلية بصفة عامة على أن تصنيف للطب الأغريقى العربى . وقد
صدرت منه حوالى ثلاثين طبعة باللغة اللاتينية، وعديد من الطبعات بالعبرية .
وشكل نصف منهج الطب فى الجامعات الاوربية فى القرن الخامس عشر .
وبينما كان أعظم ممثلى الطب فى الغرب من الفرس ، فان الواقع أن كل أولئك
الذين كانوا فى الغرب العربى أى المغرب ,أسبانيا الاسلامية هم من العرب .
وكان من أعظم أولئك شهره هو أبن رشد أو أفيروس" Averroes " كما يطلق علية
الغرب . وأتت شهرته الواسعة من دورة الفسفى لا الطبى ومع ذلك فان كتابه "
الكليات " فى الطب الذى يتضمن تلخيصاً وافياً للطب الاغريقى العربى أكثر
دقة وتحليلاً بالمقارنة بأ'مال أبن سينا والرازى .
وفى نفس الوقت أنجبت أسبانيا فى ظل الحكم العربى أطباؤها العظام وبخاصه
الجراحون والذين كان من أشهرهم أبو القاسم السردى ، وترجم كتابه " الاعتراف
" إلى اللغة اللاتينية ولغات أخرى ، و استمرت دراسته لعدة قرون فى الغرب .
فقام بوصف كيفية دفع الحصى من المثانه ، وكيفية الكى . وكان كتابة هو أول
كتاب يشتمل على قسم عن الجراحة ويفصل فى إجراء عمليات مختلفة ، كما يحتوى
على حوالى مائتى شكل لأدوات الجراحة المستخدمة فى ذلك الوقت .
ومن أهم اكتشافات العرب كان اكتشاف " العدو " ويرجع الفضل فى ذلك إلى ابن
الخطيب وكتابه " الطاعون " وكذلك إلى إسهامات ابن خاتمه وهو من غرناطه
باسبانيا المسلمة ففى الوقت الذى كانت الامراض المعدية مثل الكوليرا
والطاعون والجدرى معروفه لدى العرب ظل ذلك مجهولاً لدى الغرب حتى القرن
الرابع عشر عندما اجتاح الطاعون العالم من الهند إلى روسيا وبالرغم من
تقديم " جيرولامو فواكاستورو " بعد ذلك بمائتى عام توصيفاً علمياً العدوى
ثم بعد ذلك بثلاثمائة عام اكتشافات باستير البكتيرية تبقى الحقيقة أن ابن
الخطيب وابن خاتمه كانا أول من أعطى تشخيصاً طبياً للعدوى .
وفى كتاب " المالكى واسمه " Liber Regius " فى ترجمة اللاتينية طرح المرجوس
أراءه حول تخلف مفهوم نظام الخاصة الشعرية قبل تقدم العلم الغربى بعد مئات
من السنين ، وتحث المسعودى المؤرخ عن عملية التطور من الجماد للنبات ،ومن
النبات للحيوان ،ومن الحيوان للإنسان فى مؤلفه " كتاب التنبيه " وقد أعترف
الدارسون المحدثون كمبشر االداروينية وأطلق الخبير الالمانى ديتر يسن عن
المسعودى عنوان : الداروينية التاسع عشر ( ليبرنيج 1878 ) . ولم يكتشف ابن
النفيس ( ت 1289 ) المبادى الأساسية للدورة الرئوية فحسب ، وانما أنتقد
أيضاً نظرية أبن سينا حول إمكانية مرور الدم الوريدى بين التجويفات القلبية
مرسياً لنفسه السبق على "وليم هارفى "
رويداً أخذ الدارسون فى غرب أوربا وبخاصة فىأسبانيا وصقلية وهما أكثر
الأقطار تأثيراً بالعرب فى هضم المعرفة التى فتح العرب لهم آفاقهم . وكان
بين الرواد الغربين فى الطب العربى كل من روجر سيكون ، ومايكل سكوت ،
وجيرارد كريمونا وأدبر بات وجربرت الذى أصبح فيما بعد الباب سيلفيستر
الثانى . وقد تعاطور تلك المعرفة بحماس كبير متزايد تصحبه ثقه مطلقة فى
موثوقية ، وقد نظر الاوربيون فى العصور الوسطى إلى الطب العربى بعرفان عجيب
، وكان أصحاب العلم الاروبيون ينظرون إلى قرطبة نظرة إعجاب . ونتج عن ذلك
أن منهج الجامعات الأوربية كان يتطلب معرفة بكتاب القانون لآبن سينا .
Arabian Medicine , by Donald Cambell , London , (1926 ) وعندما أنشئت
الطبية الرائدة فى باريس ( 1110 م ) وبولونيا ( 1113 ) ومونوبيلية ( 1181 )
، و بادذا ( 1222 ) ونابلى ( 1224 ) فإن مقدرتهم كانت مستوحاة بشكل كلى من
الطب العربة ومن الطريف ملاحظة أن هذه الجامعات ظلت ضمن المدارس الطبية
الرائدة حتى يومنا هذا .
==================
أصبح فيها متاحاً من خلال الترجمة العربية التى أضيفت إليها تعليقات
الدراسين العرب . وهكذا فان أول إسهام قدمه العرب للطب الغربى هو ترجمة
المعرفة الاغريقية فقد قاموا خلال الفترة بين عام 800 ، 900 الميلادية
باكتشاف وترجمة وإضافة التعليقات ،واستيعاب التراث الاغريقى بأكمله فى جميع
فروع العلم فى واقع الامر ، وبالنسبة للمؤلفات الطبية فانهم لم يعتمدوا
على ترجمة ما قدمه العمالقة أمثال أبقراط وجالبن Galben وإنما ترجموا كذلك
لديوسكوريدس وبول أجينيا ، أو ريباسيوس وروفوس إفيسوس * وفضلاً عن ذلك يذكر
العرب كثير من الاساهمات الجليلة فى المستشفيات والعيادات وممارسة التمريض
، وإجازة ( منح شهادات ) الاطباء والقواعد التى تحكم سوء الممارسة .
وكانت جنديا بور التى تقع الآن فى غرب إيران صاحبة أهم مدرسة طبية أثرت على
نمو الطب العربى . وقد دخلت جنديابور فى مظلة الحكم العربى عام 738 م
وبدأت المدرسة الطبية التى يديرها آنذاك المسيحيون السريان فى تعزز انتشار
الطب بين العرب والمسلمين الاخرين .
وجرى إنشاء أول بيمارستان ( مستشفى ومؤسسة طبية ) خلال الحكم العربى فى
بغداد أثناء حكم الخليفة المنصور ( 754 - 775 م ) ومع دخول التعاليم
والمعايير التى توفرت بجند يابور ، وإرساء الأسس لفتوحات عربية أوسع فى
الطب ، أستمر بناء المستشفيات فى سائر أنحاء الامبراطورية العباسية ( 749 -
1258 م ) وهى فترة يشار إليها باعتبارها العصر الذهبى للحكم العربى
الإسلامى . وتوفر المدارس الطبية الملحقة بالمستشفيات منهج على درجة طيبة
من النضج ، يصحبه شعار بأن الرجل " المتعلم " ليس ذلك الذى يقتصر على محال
وحيد من الخبرة ولكنة الذى يكتسب معرفة واسعة فى مجالات كثيرة وكان من بين
المجالات التى يحق للطالب الاختيار من بينها كل من الموسيقى ، والرياضيات ،
والفلك ، والهندسة ، ومقررات أخرى . وكان الطلاب يتعلمون الطب نظرياً ثم
تهيا فصولاً صغيرة يتلقون فيها التعليم العلاجى ويشاهدون إجراء الجراحة .
وكانت البيمارستانات ( المستشفيات والمؤسسات الطبية الملحقة بها ) من أهم
المؤسسات التعليمية فى العالم العربى من أسبانيا حتى الهند العربية . وأتيح
للطلاب من جنسيات وأعداد وديانات كثيرة التعلم والتدريب فيها فكانت تعقد
حلقات يومية ، ويسجلون الملاحظات ، ويكتبون الوصفات الطبية ، وكان الرجال
والنساء يتلقون العلاج فى أجنحة منفصلة ، وتوفر لكثير من المستشفيات حدائق
تزرع فيها الاعشاب لاستخدامها فى العلاج ، ووصل الامر بالأطباء أن ينتقلوا
إلى القرى البعيدة ويصحبوا الجنود إلى ميدان المعارك حتى يمكن معالجة
الجرحى على الفور .
وامن كثير من الاطباء العرب الأوائل بالعلاج الكلى للإنسان الفرد لا التوقف
عند مرض بعينه ، حيث أنهم أدركوا العلاقات بين أحوال المريض العضوية
والنفسية . ويشيع الادب الاسلامى فى القصص والنوادر ذات الطابع الطبى .
وبخاصة تلك التى تتناول ما يسمية الرازى بالعلاج النفسانى ، ذلك الذى يتم
العلاج فية بالتحليل النفسى لأن العلاج الذى يتم يكون عادة من خلال الرجوع
بالمريض لتذكر حدث تعرض له منذ فترة طويلة وطواه النسيان برغم أن ينمو فى
اللاوعى ويصبح سبباً لأعراض جسمية فى ظاهرها ونفسية فى الأصل .
وطور العرب نظرية أخلاقية مشتركة للعمل الطبى مستندة إلى التعاليم
اليونانية والهندية والفارسية إضافة إلى تعاليم الإسلام ومن الكتب المبكرة
فى هذا المجال كتاب أدب الطب الذى وضعه إسحق ابن الهرهاوى الذى أعتبر
الأطباء " حراساً للأرواح والأجساد " ودافع عن وجود قواعد سلوكية (إبتيكيت )
للأطباء كما حث على اتباع معايير رفيعة للسلوك الاخلاقى ، وفى بدايات
القرن التاسع الميلادى جرى إنشاء مكتب خاص مهمته التأكد من أن التوصيفات
المشار إليها قبلاً قد جرى أتباعها وذلك من خلال مراقبة المبالغة فى الاجر
والتكسب فى العمل ، وكذلك الممارسة الطبية ، كما وضعت يميناً أو قسماً
يؤديه الأطباء .
وكان أول الاطباء العظام فى العالم العربى هو محمد بن زكريا الرازى ( 860 -
940 ) والذى عرف لدى أوربا بالعصر الوسيط باسم الرازى Rhazes وهو يعد
عالمياً أحد المؤلفين المبرزين فى التاريخ الطبى . وقد الف الرازى أكثر من
مائتى كتاب ويعد كتاب " الحاوى" أعظمها أهمية ، وهو موسوعة طبية على درجة
بعيدة من التفصيل تشغل خمسة وعشرين مجلداً . وشاع إستخدامها من قبل الاطباء
والطلاب ليس فقط فى الشرق ,أنما أيضاً فى أنحاء اوربا بدرجة طيبة فى القرن
الخامس عشر كما ظهرت قوة الرازى الحادة فى الملاحظة من خلال موسوعة ألفها و
سماها " العلاج " .
ومن بين ما توصل إلية من إكتشافات ذلك التطابق بين الجدرى والحصبة ،
وكلاهما وجد منه العلاج الناجح ، وقد ترجمة مقالة عن الجدرى سبع لغات
أوربية عبر القرون وكان اخرها باللغة الإنجليزية عام 1948 وكان الرازى أول
من أستعمل الكحول فى تطهير الجروح والزئبق كمسهل وفى الجراحة قام باستخدام
خيط رفيع مصنوع من مصران الحيوان لخياطة الجروح .
ولعل أعظم فلاسفة العرب وعلمائهم هو أبى على الحسين بن عبد الله بن سينا
(980 - 1037 م ) Avicenna . لم يتحول الناشئ الصغير جداً أبن سينا إلى الطب
الابعد بلوغ السادسة عشر من عمره حيث أنه أستطاع إتقان الشريعة الاسلامية
والفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضيات ، ولم يكن تجاوز الثامنة عشر عندما
ذاعت شهرته مما جعل الأمراء والحاكمين يسعون للاستفادة من خدماته .ولما كان
ابن سينا من رجال الحكم ومدرسا ، ومحاضراً ومفكراً عميقاً وشاعراً وكاتباً
غزير الانتاج فى مجالات متنوعة مثل الجيولوجيا والموسيقى والرياضيات ،
فانه تصدى للطب كواحد فقط من مهامه العديدة .
وعلى الرغم من ذلك فقد بلغ أن انتاجه فى الطب ستة عشر كتاباً من بينها كتاب
" القانون " وهو عمل من مليون كلمة فهو عبارة عن موسوعة تتناول كل مرض
معروف فى ذلك الوقت ، والعلاج والدواء كما قرره كل من المؤلفون الإغريق
والعرب ، وينظر إلية بصفة عامة على أن تصنيف للطب الأغريقى العربى . وقد
صدرت منه حوالى ثلاثين طبعة باللغة اللاتينية، وعديد من الطبعات بالعبرية .
وشكل نصف منهج الطب فى الجامعات الاوربية فى القرن الخامس عشر .
وبينما كان أعظم ممثلى الطب فى الغرب من الفرس ، فان الواقع أن كل أولئك
الذين كانوا فى الغرب العربى أى المغرب ,أسبانيا الاسلامية هم من العرب .
وكان من أعظم أولئك شهره هو أبن رشد أو أفيروس" Averroes " كما يطلق علية
الغرب . وأتت شهرته الواسعة من دورة الفسفى لا الطبى ومع ذلك فان كتابه "
الكليات " فى الطب الذى يتضمن تلخيصاً وافياً للطب الاغريقى العربى أكثر
دقة وتحليلاً بالمقارنة بأ'مال أبن سينا والرازى .
وفى نفس الوقت أنجبت أسبانيا فى ظل الحكم العربى أطباؤها العظام وبخاصه
الجراحون والذين كان من أشهرهم أبو القاسم السردى ، وترجم كتابه " الاعتراف
" إلى اللغة اللاتينية ولغات أخرى ، و استمرت دراسته لعدة قرون فى الغرب .
فقام بوصف كيفية دفع الحصى من المثانه ، وكيفية الكى . وكان كتابة هو أول
كتاب يشتمل على قسم عن الجراحة ويفصل فى إجراء عمليات مختلفة ، كما يحتوى
على حوالى مائتى شكل لأدوات الجراحة المستخدمة فى ذلك الوقت .
ومن أهم اكتشافات العرب كان اكتشاف " العدو " ويرجع الفضل فى ذلك إلى ابن
الخطيب وكتابه " الطاعون " وكذلك إلى إسهامات ابن خاتمه وهو من غرناطه
باسبانيا المسلمة ففى الوقت الذى كانت الامراض المعدية مثل الكوليرا
والطاعون والجدرى معروفه لدى العرب ظل ذلك مجهولاً لدى الغرب حتى القرن
الرابع عشر عندما اجتاح الطاعون العالم من الهند إلى روسيا وبالرغم من
تقديم " جيرولامو فواكاستورو " بعد ذلك بمائتى عام توصيفاً علمياً العدوى
ثم بعد ذلك بثلاثمائة عام اكتشافات باستير البكتيرية تبقى الحقيقة أن ابن
الخطيب وابن خاتمه كانا أول من أعطى تشخيصاً طبياً للعدوى .
وفى كتاب " المالكى واسمه " Liber Regius " فى ترجمة اللاتينية طرح المرجوس
أراءه حول تخلف مفهوم نظام الخاصة الشعرية قبل تقدم العلم الغربى بعد مئات
من السنين ، وتحث المسعودى المؤرخ عن عملية التطور من الجماد للنبات ،ومن
النبات للحيوان ،ومن الحيوان للإنسان فى مؤلفه " كتاب التنبيه " وقد أعترف
الدارسون المحدثون كمبشر االداروينية وأطلق الخبير الالمانى ديتر يسن عن
المسعودى عنوان : الداروينية التاسع عشر ( ليبرنيج 1878 ) . ولم يكتشف ابن
النفيس ( ت 1289 ) المبادى الأساسية للدورة الرئوية فحسب ، وانما أنتقد
أيضاً نظرية أبن سينا حول إمكانية مرور الدم الوريدى بين التجويفات القلبية
مرسياً لنفسه السبق على "وليم هارفى "
رويداً أخذ الدارسون فى غرب أوربا وبخاصة فىأسبانيا وصقلية وهما أكثر
الأقطار تأثيراً بالعرب فى هضم المعرفة التى فتح العرب لهم آفاقهم . وكان
بين الرواد الغربين فى الطب العربى كل من روجر سيكون ، ومايكل سكوت ،
وجيرارد كريمونا وأدبر بات وجربرت الذى أصبح فيما بعد الباب سيلفيستر
الثانى . وقد تعاطور تلك المعرفة بحماس كبير متزايد تصحبه ثقه مطلقة فى
موثوقية ، وقد نظر الاوربيون فى العصور الوسطى إلى الطب العربى بعرفان عجيب
، وكان أصحاب العلم الاروبيون ينظرون إلى قرطبة نظرة إعجاب . ونتج عن ذلك
أن منهج الجامعات الأوربية كان يتطلب معرفة بكتاب القانون لآبن سينا .
Arabian Medicine , by Donald Cambell , London , (1926 ) وعندما أنشئت
الطبية الرائدة فى باريس ( 1110 م ) وبولونيا ( 1113 ) ومونوبيلية ( 1181 )
، و بادذا ( 1222 ) ونابلى ( 1224 ) فإن مقدرتهم كانت مستوحاة بشكل كلى من
الطب العربة ومن الطريف ملاحظة أن هذه الجامعات ظلت ضمن المدارس الطبية
الرائدة حتى يومنا هذا .
==================
مستر مهند- عضو مجتهد
- عدد المساهمات : 368
نقاط : 1144
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
مواضيع مماثلة
» الحضارة العربية (8) الكتابة العربية وفن الخط العربي
» الحضارة العربية ( 9 ) اللغة العربية
» الحضارة العربية ( 10 ) الاسلام
» الحضارة العربية ( 7 ) الأدب العربي
» بحث هام عن مفهوم الحضارة المصرية برابط 2013
» الحضارة العربية ( 9 ) اللغة العربية
» الحضارة العربية ( 10 ) الاسلام
» الحضارة العربية ( 7 ) الأدب العربي
» بحث هام عن مفهوم الحضارة المصرية برابط 2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى